ينعقد المؤتمر الثالث عشر للتعريب برحاب جامعة اّلإمام مّحمد بّن سّعود اّلإسلامية، وبتعاون علمي بين معهد اّلملك عّبدّ الله لّلترجمة وّالتعريب وّمكتب تّنسيق اّلتعريب بّالرباط اّلتابع لّلمنظمة اّلعربية لّلتربية وّالثقافة وّالعلوم، بهدف مواصلة البحث حول تعريب المصطلح العلمي والتقني والحضاري، وبحضور علماء اللغة والمعجميين والمجمعيين من مختلف المجامع اللغوية العربية، والمؤسسات الجامعية، والهيئات المختصة.
يعتبر انعقاد هذا المؤتمر مناسبة للتفكير في وضع اللغة العربية وراهنها، وتعميق النظر فيما تواجهه من تحديات تهمّ مجالات التعليم والعلوم والبحث العلمي. لقد ساهمت مؤتمرات التعريب السابقة التي عقدت في تقريب المعارف العلمية والتقنية والحضارية بإنجاز معاجم موحدة، وعقد الندوات المتخصّصة؛ بغية الرفع من جودة التعليم والبحث العلمي والاجتماعي، والإسهام في رسم خطط محددة المعالم والأهداف لإيجاد " لغة عربية علمية مشتركة" قادرة على مواكبة التط ور السريع للتقدم العلمي والتقني.
ينظم المؤتمر الثالث عشر للتعريب واللغة العربية توجد اليوم في صُلب أسئلتنا الحضارية الراهنة بكلّ أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية؛ لأنها من مقوّمات وُجودنا وهويتنا، وركيزة انتسابنا للعصر الحديث، وقد أضحى قرية صغيرة تتداخل فيها اللّغات والثقافات. إذ من المعلوم، أنه لا تنْمية اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو علمية، بدون تنمية لغوية فاعلة وثيقة الصّلة بجدوى استيعاب المعرفة المعاصِرة وتجديد الفِكر.
من هذا المنظور يعد الاعتناء باللغة سِمة من سِمات التقدّم، عبرها تلجُ المجتمعات فضاء التّحديث وتجديد القيَم، كما أن الهدف الأسِى للتّعريب يتمثل في اعتماد لغة عربية مُعاصرة وفصيحة تتمتع بموقع متميز على صعيد توفير المعاجم الوظيفية؛ ليستفيد منها أكبر عدَد ممكن من المهتمين والباحثين؛ وهذا تحدّ آخر تُواجهه اللغة العربية وهي ترتاد أفق التقنيات الحديثة لتغالب كل مظاهر التهميش، وسَطوة اللهجات الممزوجة بالتّعابير الأجنبية المنتشرة بوفرة في الأماكن العامّة، ووسائل الإعلام والاتصال.
أضحى من المعلوم أن كل تخطيط لغوي ومعجمي يستند، عموما، على أمرين أساسيين:
أولا: كسب توطين المعرفة، ومعالجة وضع اللغة في المجتمع بصياغة الإجراءات الكفيلة بتحسين استعمال اللغات المختلفة داخل البلد الواحد، والحفاظ على معايير السّلامة اللغوية، اعتبارا لمجالات التّداول بأبعادها الاجتماعية والسّياسية والاقتصادية والثقافية.
ثانيا: تطويرُ وتحديثُ الكفايات اللّغوية بما يفيد تحسين تدريس اللّغة العربية وتوسيع مجال استعمالها في الحياة العامّة ووعيا من مكتب تّنسيق اّلتعريب بّالرباط بّالمملكة اّلمغربية وّمعهد اّلملك عّبد الله لّلترجمة وّالتعريب بّالرياض بّالمملكةّ العربية اّلسعودية بّرسالتهما اّلعلمية اّلمتخصصة فّي هّذا اّلمجال تّتعاون اّلجهتان عّلى تنظيم م مؤتمر التعريب الثالث عشر الذي يهتم بتقديم عروض وبحوث لغوية ذات صلة بقضايا التعريب والترجمة والمصطلح يتضمنها الموضوع العام للمؤتمر.