اليوم الدولي لمكافحة الفساد: التزام مؤسسي نحو بيئة عمل نزيهة
يطيب لنا في اليوم الدولي لمكافحة الفساد أن نجدد التأكيد على المكانة المحورية التي تحتلها قيم النزاهة والشفافية في منظومة العمل المؤسسي، وعلى الأهمية البالغة لتعزيزها باعتبارها أحد أهم ركائز النجاح الإداري والمالي، وأساساً لحماية الموارد وضمان استدامة التنمية.
إن مكافحة الفساد بمختلف صوره وأشكاله تعد مسؤولية وطنية وواجباً مؤسسياً يستلزم تكامل الأدوار، وفاعلية الأنظمة، وصرامة الإجراءات، وترسيخ ثقافة الامتثال التي تسهم في صون الحقوق، وحفظ المال العام، والارتقاء بجودة الأداء والخدمات، كما تمثل هذه المناسبة الدولية فرصة لتعزيز الوعي، وتقييم السياسات، وتطوير الوسائل التي تدعم جهود الوقاية والحماية والرقابة.
وقد أولت قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- هذا المجال اهتماماً كبيراً تجسد في سن التشريعات، وتعزيز الحوكمة، وتمكين الأجهزة الرقابية، بما يعكس إيمانها العميق بأن النزاهة ركيزة للتنمية، وأن حماية مقدرات الوطن تستوجب وضوحاً في الإجراءات، ومساءلة عادلة، وممارسات ترتقي إلى أعلى المعايير المهنية.
وانطلاقاً من هذا التوجه الوطني، نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز مبادئ النزاهة، وتطوير بيئة عمل تتسم بالعدل والانضباط والشفافية، وفي هذا الإطار، نواصل العمل على تعزيز الوعي المؤسسي، وتطوير السياسات الداخلية، وتفعيل الشراكات الداعمة للجهود الوطنية في مكافحة الفساد، إيماناً بأن النزاهة ليست ممارسة عابرة، بل ثقافة مؤسسية مستدامة تتعزز مع تكامل الجهود.
ختاماً، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لأداء الأمانة وتحمل المسؤولية بإخلاص، وأن يحفظ وطننا، وأن يديم عليه نعمة الأمن والازدهار، وأن يعيننا على مواصلة مسيرة التطوير ومكافحة الفساد بما يحقق تطلعات القيادة.