كلمة سعادة عميدة الابتكار وريادة الأعمال بمناسبة ذكرى يوم التأسيس 2023

​​كلمة العميدة-يوم التأسيس-2023.png

      إن ذكرى يوم التأسيس ذكرى غاليه على قلوبنا جميعاً، في مثل هذا اليوم أسس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الدولة السعودية الأولى، منطلقاً من الدرعية في منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/ شباط 1727)، والتي شهدت قبل ذلك فوضى عمت شبه الجزيرة العربية وأقاليمها المختلفة. امتلك الإمام محمد بن سعود نظرة ثاقبة رغم صغر سنه، كانت لديه تطلعات مستقبلية لقيام هذه الدولة المباركة بما تملكه من حضارة زاخرة عبر القرون الماضية. فبدأت رحلة توحيد هذه الدولة على يد المؤسس، دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فعم الأمن أرجاء البلاد، وانتشر العلم، وظهر العدل، واستمرت الدولة السعودية الأولى حتى عام 1233هـ (1818)م، بعدها استطاع الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- عام 1240هـ (1824م) من استعادة وتأسيس الدولة السعودية الثانية، ليتمكن الإمام تركي من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة، مستمرًا على المنهج الرصين الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م، وبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية شهدت المنطقة فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية، استمر قرابة العشر سنوات، حتى تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الخامس عشر من يناير 1902م من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة، بعد أن استرد مدينة الرياض، وبعد 3 عقود من الكفاح وتحديداً في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر/أيلول عام 1932 صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد، وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية) اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932، ورسخ ذلك الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية تقوية الرابط الوطني، وتعزيز القيم الثابتة، وتوطيد الدعائم التي أرساها حكام هذه الدولة المباركة، الذين جعلوا نبراس حكمهم العدل، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ووحدة الصف، والارتقاء بمستوى المواطن على مختلف الأصعدة، وهذا ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم من تقدم ورخاء وازدهار في ظل قيادته الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

     فحري بنا أن نفخر في بلاد التوحيد، بمؤسس هذا الكيان العظيم، وبهذه الأسرة العريقة، فلهم منا الولاء، والسمع والطاعة في اليسر والعسر، والإخلاص في القول والعمل، والدعاء لهم بأن يديم المولى عز وجل عزهم، وأن يشد أزرهم، وأن يحفظهم، ويديم على هذا الوطن الأمن والأمان.​​



هـ م
التقييم: