كلمة وكيل عمادة شؤون المعاهد في الخارج بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91

 

 

بمناسبة اليوم الوطني (91) الذي يوافق الخميس 16/2/1443هـ - الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2021م

 

بلاد عظيمة نتفيأ ظلالها هي لنا دار.

 

بقلم:

د. محمَّد بن أحمد الخضير

وكيل عمادة شؤون المعاهد في الخارج

للشؤون التعليمية

1443هـ

 

 

 

 

 


تتميز بلادنا المملكة العربية السعودية – حرسها الله – بمزايا عديدة وفريدة خصها الله عز وجل بها من بين بلدان العالم، فهي منبع رسالة الإسلام، ومهبط الوحي، ومهوى أفئدة المسلمين في أرجاء الكون. إليها تتجه وجوههم وأفئدتهم في كل الأوقات، ومواسم الطاعات، ومنها بُعث نبينا الكريم محمدُ بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، وفيها عاش ودُفن، وهي تحتضن أشرف بقعتين على وجه الأرض المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، كما حباها الله عز وجل إلى جانب هذا الإرث الديني العظيم مكامن قوى اقتصادية وسياسية وجغرافية وحضارية ومعرفية تزداد قوة وأثرًا بفضل الله، ثم بفضل ما توليه القيادة الرشيدة لهذه المكامن من صيانة ودعم وتقوية وتعزيز في سبيل رفعة هذه البلاد الطاهرة، وهذه المسؤولية التي تستشعرها القيادة الرشيدة ويستشعرها الشعب السعودي الكريم هي امتداد لمسؤولية عظيمة أدركها وبناها مؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيَّب الله ثراه – حين وحَّد بلادنا قبل (91) عامًا، وتحديدًا في العام 1351هـ/1932م، وهو التاريخ الذي شهد ولادة دولة عصريَّة موحَّدة آمنة عمادها البناء والتطوُّر، والتمسك بالكتاب والسنة، وتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة، حتى عم فيها الخير، وأصبحت واحةً غنَّاء تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. وعندما يحل علينا اليوم الوطني المجيد الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام ميلادي، فإنه يذكرنا بضرورة شكر الله على هذه النعمة العظيمة، والمنة الكريمة، ويؤكد على أهمية التلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب الكريم لتستمر رحلة البناء، ويزدهر العطاء، وتسعد الأجيال بقيم الوفاء، وتواصل مسيرة البناء والنماء، فمن ينظر في بلدان العالم من حولنا وما حل بها من الخراب حين اهتز الأمن، أو اجتاحتها الأوبئة يحمد الله على أن هيأ لنا بلادًا كريمة حفظت لُحمة شعبها، ودفعت عن أراضيها كل داء وبلاء واعتداء، وهيأت لكل أجهزتها الأمنية والصحية كافة الإمكانات والقدرات؛ لأجل أن ينعم الشعب ومن يعيش على أراضيها بالأمن والاطمئنان دون أن يكدر صفو حياتهم شيء. فكل مؤسسات الدولة في سباق مستمر وسريع نحو التميز والتطور لتحقق حياة هانئة وعيشًا كريمًا لمن يسكن هذه الأرض المباركة، التي امتدت بركاتها إلى أصقاع المعمورة، فتنشر المعرفة وتغيث المحتاج، وتدعم حق المظلوم، وتبادر في تحقيق التنمية المستدامة للشعوب العربية والإسلامية والعالم بروح من الأخوة والإنسانية.

ومن يطلع على جهود بلادنا العزيزة في الخارج يدرك بصدق الأثر الكبير النافع لدعم المملكة العربية السعودية لأشقائها وأصدقائها، فهي تدعم جهود الإغاثة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتدعم نشر المعرفة وتنمية الشعوب عبر جهود تعليمية تقدمها من خلال معاهد تعليمية في بلدان عديدة، منها حاليًا المعاهد التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إندونيسيا وجيبوتي، وهي معاهد ذات أثر معرفي وعلمي كبير، وقد نفع الله بها تلك البلدان في أجيال عديدة منذ ما يزيد على أربعين عامًا، ويلهج خريجو هذه المعاهد للمملكة العربية السعودية بالدعاء، ويزجون لها الوفاء والعرفان؛ لما قدمته لهم من تعليمهم أمور دينهم، ولغة كتاب ربهم، حتى شاعت بينهم روح الإخاء والصفاء، وغدو لبنات مشعة صافية صادقة تبني بلدانها بكل حب وتفانٍ وإخلاص، ووصلوا أعلى المناصب والمسؤوليات، وهذا ديدن بلادنا العظيمة تعطي ولا تحرم، وتبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق.

وفي يومنا الوطني المجيد الحادي والتسعين نستذكر كل مفاصل الخير في بلادنا العظيمة، ونحمد الله عز وجل على أنها هي دارنا، وليست أي دار، وإنما دار عزة وكرامة وسؤدد وخير ممتد.

وبهذه المناسبة أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ووفقه، والأسرة الحاكمة الكريمة والشعب السعودي النبيل، وكل محب لأرضنا الحبيبة، وأسأل الله عز وجل أن يحفظها ويديم عزها وأمنها، وأن يرد عنها أيدي المعتدين، وكيد الكائدين، وأن ينصر جنودنا البواسل في الحدود وعلى الثغور، وأن يسدد جهود حماة الأمن والصحة، وأن يديم الخير على أبناء وبنات وطننا الغالي، وأن يحقق لهم ما يصبون إليه في سبيل نمائه ودوام عطائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 ​



الأربعاء 15/02/1443 هـ 22/09/2021 م
هل أعجبك محتوى الصفحة *
تاريخ أخر تحديث: