جاء إعلان سمو ولي العهد عن مشروع المستقبل الجديد(نيوم)، ليعطي انطباعاً أكثر إرتياحاً لمستقبل واعد يحمل الخيرات لمملكتنا الحبيبة، ويعكس متانة اقتصادنا في الحاضر والمستقبل، ويبني نهضة قادمة للأجيال، سيما وأن هذا المشروع مختلف في طبيعته وتركيبته التي تحول الحلم إلى واقع كما بين ولي العهد عندما أطلق على المشروع بأنه مشروع الحالمين.
وباتت رؤية المملكة أكثر وضوحاً لمستقبل مشرقاً يسعى لاستغلال الفرص الكبيرة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، واستغلال كافة الموارد البشرية والمالية والمكانية للمساهمة في نقل المملكة من اقتصاد يعتمد بأغلبيته على عائدات النفط إلى تنويع الموارد للتركيز على توسيع ودعم القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب السعودي الذي يعد القوت الهام لتحقيق رؤية المملكة كما صرح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي أشار بأن الشباب لديهم طاقات عالية داعمة لكافة المشاريع التي تسعى المملكة لتحقيقها.
واللافت في هذا المشروع الآخاذ اعتماده على وجود تقنيات حديثة متجددة تعطي بعداً مختلفاً، حيث سيعتمد على تقديم التقنيات الحديثة على المستويين المحلي والدولي، ويقدم الجانب التقني لـ "رؤية 2030"، التي من أهدافها الانتقال إلى عالم الإبداع والابتكار، عبر تطوير التكنولوجيا، وستجعل هذه التقنيات مشروع "نيوم" مدينة ذكية في بنيتها من خلال كافة المجالات الصحية والتعليمية والترفيهية، خاصة وأن الهدف التقني ثابتاً وأساسياً في هذا المشروع مما يعني وجود بنية تحتية متوافقة مع المواصفات العالمية التي ستسهم في توفير بيئة اتصالية تقنية عالية المستوى، لأنها تعتمد على علوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والهندسة الحيوية التي تعد الآليات المحركة لصناعة المستقبل المنشود للعالم، حيث أصبحت التقنية ومواكبتها والاستثمار فيها أمراً واجب علينا القيام به.
والعالم أصبح اليوم يهدف إلى تطوير التفكير الذي يشمل عالم التكنولوجيا، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي المتميز بالتحليل السريع، والحيادية في التعامل مع البيانات، وهذا الأمر هو الأساس التقني في مدينة نيوم التي تعتمد على برامج الذكاء الاصطناعي، مما يجعل هذا المشروع واجهة اقتصادية وتقنية مشرقة ومشرفة للملكة حيث ستصبح المملكة في مقدمة دول العالم.
ختاماً يؤسس هذا المشروع لآفاق اقتصادية واسعة وفريدة ومبادرة تقود المملكة إلى نهضة مستقبلية قائمة على التقنيات الحديثة الدافعة نحو الاستثمار الأمثل لتلك التقنيات، وتسخيرها لخدمة الإنسان والمكان والزمان، وهذا الأمر يتطلب منا جميعاً المضي قدماً لتحقيق تطلعات مملكتنا الحبيبة وقيادتها الحكيمة ورؤيتها الطموح التي تسعى لبناء الانسان عملياً وفكرياً وعملياً ليسهم في بناء الوطن والأجيال، فالله أسأل أن يحفظ لنا الوطن آمناً مستقراً وأن يحفظ لنا قيادتنا وولاة أمرنا.
د. وليد بن عبدالعزيز الجندل
عميد تقنية المعلومات