لقاء عميد تقنية المعلومات د.بدر الجبر مع مرآة الجامعة حول التحول الرقمي

​​​​​​

أكد أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين أسهمت في تجاوز الصعوبات.. الجبر:

الخطط الإستراتيجية التي بنتها الدولة سرَّعت من التحول الرقمي

الخدمات الإلكترونية التي وفرتها الجامعة مسبقاً أدَّت إلى تخفيف آثار الجائحة

 

حوار: عبد اللطيف العنزي - تصوير: محمد المدعوج

أكد عميد عمادة تقنية المعلومات بالجامعة، الدكتور بدر بن ناصر الجبر في حواره مع (المرآة)؛ أن الجامعة لم تكن بمعزل عن التحول الرقمي الذي أسسته بلادنا بتوجيهات من قيادتها الرشيدة، مشيراً إلى أن الخطط الاستراتيجية للتحول الرقمي خففت من وطأة الجائحة على الجهات الحكومية عند حدوثها، منوهاً بأن العمادة ممثلةً بالخدمات الإلكترونية تركز على دعم العملية التعليمية والإدارية وتطويرها.

وأشار د. الجبر، إلى أنهم عملوا على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ من خلال تسخير كل العمليات، والإمكانيات، والجهود؛ لخدمة الإنسان، سواءً أكان مواطناً أو مقيماً، وأضاف: "ركزنا على حماية الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس والموظفين؛ من خلال تسخير الإمكانيات التقنية  حيث تم ذلك، عبر تضافر الجهود والدعم الذي يصلنا من معالي وزير التعليم ومعالي رئيس الجامعة حفظهم الله ؛ بهدف الوصول إلى أفضل الخدمات الإلكترونية، كما تطرق الدكتور الجبر، إلى عددٍ من المحاور خلال زيارة (المرآة) له؛ فإلى نص الحوار..

 

  • د. بدر، نشكر قبولك لإجراء الحوار.. ما الخطوات التي أجرتها العمادة لإعداد بيئة مميزة للتعليم عن بُعد؟

أهلا بكم.. أولاً، اسمح لي أن أتطرق إلى التحول الرقمي في مملكتنا الغالية، فهي ليست وليدة اللحظة، وليست وليدة الجائحة؛ فمن خلال دعم وتوجيه الدولة والخطط الإستراتيجية التي بنتها -رعاها الله- في التحول الرقمي على مستوى الجهات الحكومية منذ العامين 2005م – 2006م؛ حيث بدأ التحول الرقمي عبر إنشاء برنامج التعاملات الإلكترونية، هو ما خفف من وطأة الجائحة اليوم في 2021م على الجهات الحكومية، ونحن لم نكن بمعزل عن ذلك.

وسآتي لسؤالك الآن.. ففي بداية الجائحة، أصدر معالي رئيس الجامعة توجيهاً يفيد أن عمادة تقنية المعلومات ممثلة بالخدمات الالكترونية لابد أن تبذل إمكانياتها كافة في دعم العملية التعليمية وتطويرها، وهذا لا يعني إهمال بقية العمليات المنوطة بالعمادة، إلا أننا أجلنا بعض التطويرات والخطط التي وضعت لتطوير الأنظمة الإلكترونية؛ ابتداءً من الموظفين، والطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، حيث سيكون تركيزنا خلال الفترة القادمة على دعم العملية التعليمية بشتى الطرق من خلال الأنظمة المتاحة لدينا في العمادة، كما قمنا بعقد اجتماعات وورش عمل مع الجهات المستفيدة، فقد كنا نسابق الوقت حينها، حيث حددنا نقاط القوة لتعزيزها، ثم متابعتها بتقارير أداء، بالإضافة إلى الدعم الفني لها، كما حددنا نقاط الضعف، حيث نعمل جاهدين على تحسينها.

 

  • هل واجهت العمادة مشاكلاً في التحول الرقمي؟

بكل تأكيد، كل الجهات كانت الجائحة فجائية عليها وغير متوقعة، ولكننا بدأنا وعملنا بتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين – حفظ الله - حينما قال إن الإنسان أولاً، ويجب أن تسخَّر كل العمليات والإمكانيات والجهود لخدمته، سواءً أكان مواطناً أم مقيماً؛ بل حتى وإن كان مخالفاً لأنظمة الإقامة.

وعلى مستوى الجامعة، فإننا ركزنا على كيفية حماية طلابها ومنسوبيها عبر تسخير الإمكانيات التقنية، في البداية واجهنا بعض الصعوبات؛ كان من أهمها مسابقة الوقت، لكنَّ تضافر الجهود، والدعم الذي يصلنا من داخل الجامعة وخارجها، ولا يعني ذلك أننا وصلنا إلى أكمل الحلول، ولكن لنقل أننا وصلنا إلى أفضل الحلول المتاحة أمامنا.

ومن التحديات التي واجهتنا، هي أن الشركات الكبرى للأنظمة المتوفرة لدينا أصبحت لا تملك الوقت لتقديم الدعم الكامل لنا بشكل عاجل؛ نظراً لأن العالم كله توجَّه في وقت واحد إلى التحول الإلكتروني.. فعلى سبيل المثال شركتي "مايكروسوفت" و"البلاك بورد"؛ لم يقدموا لنا الدعم إلا بعد فترة ليست بالقصيرة؛ وذلك لكثرة الطلبات من الجهات الأخرى على الشركتين، ولكن حاولنا بحسب الإمكانيات المتاحة لدينا؛ وأكاد أجزم أننا عبرنا عنق الزجاجة في بداية الجائحة، والآن نحن نجني ثمار هذا التحول الذي حدث، والتسارع في تحويل العمليات؛ سواءً بتطوير الخدمات الحالية، أو في تطوير الخدمات الإضافية.

 

  • ما البرامج الرسمية التي اعتمدتموها؟

نملك خدمات إلكترونية هي مكمن قوة في الجامعة؛ مثل نظام التعاملات الإلكترونية، وخدمات أخرى لتسهيل معاملات أعضاء التدريس، والطلاب، والموظفين.. ونظام "مراسل"؛ الذي هو للمراسلات الإدارية بين الجهات، سواءً من داخل الجامعة أو من خارجها، كما خصصنا نظام "التيمز"، ونظام "الويبكس"، ونظام "سسكو جابر"؛ لعقد اجتماعات عن بُعد، أضف إلى ذلك، أننا عملنا على تطوير نظام "البانر"؛ من خلال خدمات إضافية تخدم الطالب وهو في منزله، حيث أصبح النظام يقدم خدمة الوثائق الإلكترونية؛ والتي هي الوثائق الرسمية وبتوقيعات رسمية أيضاً، و-لله الحمد-، أحدثنا هذه الطريقة الجديدة في تسليم الطالب وثيقته الإلكترونية، وتسليمه طلب إفادة تخرج إلكترونية، بالإضافة إلى حصوله على سجله الأكاديمي الإلكتروني .

وآخر البرامج التي طورناها للطلاب، هي نظام التدريب الميداني؛ حيث أن كثيراً من الكليات تقوم بإرسال طلابها إلى جهات خارج الجامعة للتدريب الميداني؛ فوفرنا برنامجاً لإدارة ومتابعة الطالب في تلك الجهة ورفع التقارير الدورية، حيث صارت إلكترونية بالكامل.

كما أضفنا خدمه "الداش بورد"، وهي عبارة عن إحصائيات وعملية متابعة -بحسب الصلاحيات- من أعلى رأس الهرم معالي رئيس الجامعة جميع مسؤولي الجامعة؛ حيث تُتابع العمليات التابعة لها من الأنظمة المخصصة من خلال "الداش بورد".

وهناك خدمات جديدة تم تطويرها تخدم العمليتين التعليمية والإدارية لزيادة الكفاءة وحوكمة العمل وسيتم إطلاقها بإذن الله تعالى قريباً بعد إكتمال عمليات التجربة والاختبارات اللازمة مثل : تطوير نظام التعاملات الإلكترونية وتطوير تطبيق الجوال والاتصال الموحد ونظام تقويم الأداء الوظيفي، كما طورت الجامعة نظام (عليا) والذي يقوم بإدارة وتنفيذ جميع عمليات طلاب وطالبات الدراسات العليا وحوكمتها وربطها مع جميع الجهات المعنية بالجامعة وخارجها .

 

  • ما وجهة نظركم حول نظام "البلاك بورد"؛ وما هي الإيجابات والسلبيات؛ والحلول ؟

تستخدم الجامعة نظام "البلاك بورد" منذ سنوات، حيث كان البرنامج يستخدم كأداة مساعدة لعضو هيئة التدريس داخل الجامعة في عملية متابعة الطالب، ورفع المقررات.. ومع قدوم الجائحة، زاد الاستخدام، لذلك أعتقد -من وجهة نظري- أن السلبيات يمكنني أن أقسمها إلى قسمين اثنين؛ أولهما "سلبيات تربوية"، وأنا لست مختصاً تربوياً، وقد يفتي في هذا المختصين التربويين، ولكن في رأيي المتواضع، أنه يوجد فاقد تعليمي بالتعليم الإلكتروني؛ وهو افتقاد الطالب لزملائه، واحتكاكه معهم، والتواصل مع الأستاذ داخل القاعة؛ هذه سلبيات يفقه فيها المختص في الجانب التربوي أكثر مني.

الأمر الثاني، وهو أسلوب استخدام الأنظمة الإلكترونية؛ والتي يمكنني أن أطلق عليه " عدم خبرة تقنية " على مستوى بعض أعضاء هيئة التدريس، وبعض الطلاب أيضاً، وليسوا الجميع؛ بل نسبة ضئيلة قد لا تُذكر .. نعم هم يستخدمونه، ولكن لم يتخيل أحد في أن يأتي يوم تصبح العملية التعليمية فيه بشكل كامل إلى نظام إلكتروني، بل وستكون الوسيلة الوحيدة للتواصل بين الطالب وأساتذته .

الآن دعني أتحدث عن إيجابيات نظام "البلاك بورد"، فهي كثيرة، وأكاد أجزم أن في قادم الأيام سيكون هذا النظام هو النظام الأساس في التعليم، وقد تتحول الجامعات إلى تعليم مدمج؛ حيث سيكون حضور الطالب في الجامعة محصور في الحاجة إلى التطبيق العملي، أو لضرورة ما، أو للاختبارات، حيث أن أغلب التعليم، سوف يكون إلكترونياً، ومن إيجابياته أيضاً، أن مجال التعليم سيكون مفتوحاً للطالب على مدار اليوم، ولن يكون مجبوراً للحضور في وقتٍ محدد للمحاضرة، حيث أن الشروحات التي يلقيها الأستاذ سوف تكون مثبتة على البرنامج في كل وقت، والأستاذ سوف يتواجد بأماكن وأوقات مختلفة تناسب الطلاب بشتى ظروفهم، وكذلك من الإيجابيات ضبط العملية التعليمية من تقارير إلكترونية دقيقة . ​



الأحد 09/07/1442 هـ 21/02/2021 م
التقييم: