التقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان بأبنائه بعد صلاة مغرب يوم السبت 21/11/1436هـ بجامع إسكان الطلاب حيث قدم لهم محاضرة بعنوان وصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأمة الإسلامية , فذكر لهم ما روى العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظَنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موعظةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع، فأوصِنا، قال: أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) مبيناً أن الموعظة من هدي النبوة وذلك لما أمر الله تعالي به نبيه في قوله (وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) والموعظة لها أثر كبير في نفوس الموعوظين .
وأكد معاليه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي جاءت على ثلاثة أمور أولها تقوى الله عز وجل فتقوى الله جامعة وقد أوصى الله بها الأولين والآخرين , وثانيها السمع والطاعة لولي الأمر وذلك لأن السمع والطاعة له تجنب الأمة مصائب عظيمة ويدفع الله به شروراً كثيرة, فالمناهج والجماعات والفتن كثيرة في هذا الزمان ولا مخرج لنا إلا باتباع إمام المسلمين وليس لازماً أن يكون الإمام معصوماً أو ليس له ذنوب وأنه إذا أخطأ لا يقتدى به فمنهج أهل السنة والجماعة إمام المسلمين براً أو فاجراً , وبين الأمر الثالث في وصي النبي صلى الله عليه وسلم وهي التمسك بالسنة عند ظهور الفتن لأن السنة تحسم الخلاف فقد جاء في حديث حذيفة أنه سأل النبي عما يحدث من الفتن بقوله ما تأمرني إن أدركني ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) فالفتن تحدث ولاسيما في آخر الزمان ولكن الحمد لله معنا من كتاب الله وسنة نبيه ما يعصمنا من هذه الفتن إذا تمسكنا بالكتاب والسنة .
كما نبه إلى لزوم الاجتماع على هدى النبي صلى الله عليه وسلم وطاعة ولي الأمر فالفرقة شر وظلال والاجتماع رحمة , وأن سنة نبينا تأخذ عن طريف العلماء ولأخذها عن المتعالمين أو الكتب والمطالعات حتى تأخذها على حق وبصيرة, وشدد على إتباع هذه الوصية العظيمة التي سيحفظ بها الله هذا الدين وهذه الأمة من الشرور والمصائب التي سوف تحل بمن يتركها ويبتعد عنها .
وفي نهاية اللقاء أجاب معاليه عن أسئلة الحضور , وقدم الحضور شكرهم لمعاليه راجين من المولى عز وجل أن يجعل ما قدمه في موازين حسناته إنه ولى ذلك والقادر عليه .