معالي مدير الجامعة يُحذر طلابه في خطبة الجمعة بوقفات للابتعاد عن الوقوع في الفتن والاندفاع خلف دعاتها أو التأثر بشبهاتهم

خطب معالي مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في صلاة الجمعة 6 /8 / 1437هـ في جامع إسكان الطلاب بالمدينة الجامعية ، حيث دعا في بداية خطبته  الشباب للالتزام بطاعة الله ورسوله، ثم طاعة ولاة الأمر والسمع لهم، وهو ما حث عليه الدين الإسلامي حين قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ النساء: 59.

 

وأكد، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الجامع بسكن الطلاب في المدينة الجامعية على ضرورة لزوم جماعة المسلمين، الذي هو أمر واجب بشريعة الله، دلت عليه الأدلة الواضحة الصريحة القاطعة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال).

 

وحذر من الوقوع في الفتن والاندفاع خلف دعاتها أو التأثر بشبهاتهم، مستشهداً على ذلك بما جاء في حديث حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، الذي قال فيه: "كان الناس يسألون الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك".

 

وأضاف: "على المسلم أن يتبين المنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، ففيهما المنهج الشرعي للتعامل مع الفتن، والاعتبار بما ورد عن صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم، مشيراً إلى أنه في وقت الفتن وأيام المحن تضيق النفوس وتضطرب المناهج ويختلف الناس في مواقفهم منها، فهي سنة إلهية، وعلى المسلم أن يتعرف على الفتن ويعرف المنهج الشرعي للنجاة منها لئلا يسقط فيها، وهي نوعان فتن الشبهات والشهوات، فالأولى أشد خطراً وضرراً".

 

وتناول خلال الخطبة حديث حذيفة رضي الله عنه، في وقفاتٍ تأمل فيها العبر والعظات التي جاءت في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، الذي يظهر فيه جلياً الطريق لمن أراد النجاة من الفتن وتلمس سبل الرشاد، فهذا الحديث من أعظم الأحاديث التي بينت المخرج الآمن في حال وقوع الفتن المدلهمة.

 

وجاء في الوقفة الأولى مع الحديث: أن على كافة المسلمين، وطلبة العلم على وجه الخصوص، أن يـأخذوا العلم الصحيح من مصادره الحقة، وأن لا يخافوا من السؤال عما يشكل عليهم، فيما الوقفة الثانية عن ضرورة الحذر والبعد عن أسباب الخطر والشر والفتنة؛ فالوقاية ـ كما هو معلوم ـ أهم من العلاج وهي أسلم لدين المرء وعقله وقلبه، أما الوقفة الثالثة فكانت عن جواز اعتراف الإنسان على نفسه بما وقع فيه من الخلل والنقص والجهل، وألا يقودنا الهوى والنفس الأمارة بالسوء عن التنازل عما نقع فيه من خلل وزلل، وخصوصاً طلبة العلم؛ فقد يقع منهم خطأ وخلل وتقصير ومع ذلك لا يعترفون به مهما تمت محاورتهم ومناصحتهم وبيان الحق لهم.

 

واستدل بما جاء في الحديث في الوقفة الرابعة على أن الإسلام دين خير وسعادة وأمن وطمأنينة في الدنيا والآخرة، وقد وعد الله المؤمنين بأن يحقق لهم الأمن التام في الدنيا والآخرة؛ ففيه يحفظ الله عليه دينه ونفسه وماله وعرضه وعقله وفكره وضرورياته، وفي وقفته الخامسة مع الحديث بين معالي د.أبا الخيل أن أول هذه الأمة خير من آخرها، وأن الخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة، فيما وضح في الوقفة السادسة حقيقة أن الخير والشر يتصارعان ويتجادلان على مر العصور وهذه سنة إلهية، وهذا يستلزم منا أن يكون لدينا العلم الحقيقي، فيما يظهر للمتأمل في الوقفة السابعة أن حال الأمة الإسلامية وما تعيشه من اختلاف وتناحر وفرقة وبروز جماعات متطرفة وأفكار منحرفة؛ يجد أن مشكلة الأمة سببها دعاة التبديع والتكفير والتفسيق العام والخاص، والذين ركبوا منهج الغلو والإفراط، الذين هم للأسف من أبناء جلدتنا وديننا، ممن راحوا يحكمون على الناس وفق ذلك، فصار بعضهم ضحية لهؤلاء الغلاة الواقفين على أبواب جهنم، وهناك من ارتحلوا منهج الشهوة والتفريط والمجون والفسق، وكل واحد من الطرفين يقول نحن أهل الصلاح والإصلاح.

 

ونبه في الوقفة الثامنة الجميع بضرورة تربية الأبناء والطلاب وفق أسس سليمة، وأن نفطن لكل من يريد السوء لبلادنا، وما أكثر المتربصين، الذين يخططون لزوال ما ننعم به من ألفة ومحبة وتعاون على البر والتقوى ونعمة التوحيد وإخلاص العبادة لله، والفائدة التاسعة من الحديث، التي يجب على كل مسلم الأخذ بها، التي فيها بإذن الله المخرج من الفتن والعاصم من الانحراف والوقوع في الخلل، هي ضرورة لزوم جماعة المسلمين وإمامهم لتقف قوية شامخة عزيزة مهابة؛ لأنها السياج الذي يحفظ المسلمين وقوتهم ومنعتهم بعد الله عز وجل، فلزوم جماعة المسلمين أمر واجب بشريعة الله دلت عليه الأدلة الواضحة الصريحة القاطعة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..)، وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال).

 

وختم الخطبة بوقفة عاشرة مع الحديث، الذي بين فيه أن المخرج من هذه الجماعات والفتن التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بأن يعتزل الإنسان تلك الفرق كلها، وإذا وجدت الجماعة الصحيحة الموافقة للكتاب والسنة فإنه سيدخل فيها ويكون من أهلها، والوقفة (الأخيرة) أن هذه البلاد تحت ولاية شرعية قوية مهابة الجانب لها حقوق وعليها واجبات؛ تنفذ شرع الله عز وجل وتطبقه على الصغير والكبير وفي جميع شؤونها الداخلية والخارجية؛ منطلقة في ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما انتهجه ولاة أمرنا ويعلنونه في كل مناسبة قولاً وفعلاً.

 

والتقى، عقب صلاة الجمعة بطلاب الجامعة من مختلف الجنسيات، وحذرهم من دعاة الفتنة الذين يغررون بالشباب بالشبان للالتحاق بما يسمى الجهاد في مناطق الصراع، من خلال ترديدهم لشعارات وعبارات رنانة تأتي على العواطف وتعصف بها، مبينا أنه لو كان ما يدعو إليه هؤلاء صحيحا لقدموا أنفسهم وأولادهم عليه..

وقسم معالي مدير الجامعة هؤلاء الدعاة إلى قسمين، الأول دعاة للغلو والتطرف والإرهاب، والفساد الذي ظهرت نتائجه في عدد من الشبان ممن ذهبوا ضحية إغراءاتهم وتضليلهم وتزيفاتهم ومزايداتهم دون وازع ديني أو رادع عقلي من خلال ما يلبسونه من الأقوال ويروجونه من شعارات وعبارات رنانة وأباطيل زائفة.

وبين أن القسم الثاني من هؤلاء الدعاة هم من استخدموا المخدرات والمؤثرات العقلية والانحراف السلوكي والأخلاقي فأضاعوا كثيرا من أبناء الأمة وأصبحوا لقمة سائغة لأعداء الإسلام الظاهرين والمستخفين، لافتا إلى أن بعض الشبان يذهب ضحية للمخدرات، وآخرون يقعون في مهالك الانحراف الأخلاقي فيكونون أسرى لمن دعاهم إلى ذلك يستخدمونهم كيفما شاؤوا.

وشدد على أن جامعة الإمام سعت منذ إنشائها إلى استباق مثل هذه الدعوات المضللة، من خلال تبنيها لعدد من البرامج والندوات التي توضح وسطية الإسلام، مؤكدا أن الجامعة ستشهد في الفترة القادمة نقلة نوعية في مناقشة أبرز الموضوعات الجدلية بشكل غير مسبوق وبكل شفافية.

 وبعدها التقى معالي مدير الجامعة بأبنائه الطلاب في الخيمة الطلابية بالإسكان الجامعي بلقاء مفتوح استمع من خلاله لأسئلتهم ومقترحاتهم وأجاب عليها حيث استمر اللقاء حتى أذان العصر وختم معالي مدير الجامعة اللقاء بالشكر للطلاب أولاً على حضورهم وتفاعلهم ومن ثم قدم شكره لعمادة شؤون الطلاب وعلى رأسها سعادة عميد شؤون الطلاب الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الصغير ووكيل العمادة لشؤون الأنشطة الدكتور خالد بن محمد الخزيم وإمام جامع الإسكان الدكتور ماهر خوجه ومدير إدارة نادي الطلاب الأستاذ بدر بن علي السالم وموظفي العمادة على حسن تنظيمهم لهذا اللقاء وحضر اللقاء مدير الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وعدد من وكلاء الجامعة ومسؤوليها

كما كرم معالي  مدير الجامعة  الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل  الأستاذ الدكتور حسن الحفظي لمشاركته في شرح ألفية ابن مالك في النحو كاملة وشرح متون أخرى في جامع الإسكان والشيخ حمد العتيق لشرحه كثيرا من متون العقيدة لأئمة الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وغيرهما  في جامع إسكان الطلاب .

 

ومن جانبه قدم سعادة عميد شؤون الطلاب عبدالرحمن بن عبدالله الصغير شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على رعايته وحرصه على أبنائه الطلاب وتوجيهه لهم .

وقد أبدى الطلاب سرورهم وسعادتهم تجاه هذا اللقاء الحبّي مقدمين شكرهم لمعاليه على هذه المبادرة الطيبة ،شاكرين ومقدرين لعمادة شؤون الطلاب على تنظيمهم لهذا اللقاء .

هـ م
التقييم: