​أصدر مركز دراسات اللغة العربية وآدابها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة كتابا جديدا بعنوان " السرد والتاريخ والتخييل ". وهو الإصدار الثالث من سلسلة  " دراسات بينيّة "، وقد جاء هذا الإصدار حلقة من خطّة عمل المركز على أن تنفتح الدراسات العربية في اللغة والآداب على التخصصات الإنسانية الأخرى. وفي هذا الإطار، نظّم بالتعاون مع قسميْ الأدب والبلاغة والنقد بكلية اللغة العربية وقسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية لقاء علميا يوم 18 – 2 -1436 الموافق لـ 10 – 12 - 2014 بعنوان السرد والتخييل في الكتابة الأدبية والكتابة التاريخية.

وكتاب " السرد والتاريخ والتخييل " ( الرياض 1437 / 2016) ألّفه د. نورالدين أحمد بنخود. ومداره كما ينبئ العنوان على العلاقات المتوتّرة بين التاريخ والتخييل في الكتابات السردية، سواء أكانت تاريخية أم أدبية. وقد أشار الباحث في المقدّمة إلى أنّ أغلب الدراسات التي تناولت علاقة السرد الأدبي بالتاريخ قد انحصر نظرها أو كاد في جنس سردي محدّد، وهو الرواية التاريخية. ولذلك عمل على أن يكون البحث محاولة في دراسة المسألة في أجناس سردية أخرى من القصص التخييلي أو القصص المرجعي. وقد تكوّن البحث من ثلاثة فصول. أمّا الأوّل، وعنوانه " حوار الأدب والتاريخ "، فقد أشار فيه الباحث إلى تحوّل الدراسات الأدبية إلى البحث في علاقة النص بالكاتب والمقام وظروف الكتابة ووظائفها. وأشار أيضا إلى اتساع الوعي عند الباحثين بالدراسات البينيّة وتضافر التخصصات. وهو ما يستدعي في إطار المبحث المذكور أن يستفيد الدارس الأدبي من ثمار البحث في العلوم التاريخية ويستفيد الباحث التاريخي من ثمار العلوم الأدبية، وينظر كلاهما في إشكاليات مشتركة مثل السرد والإخبار والعلاقة بالمرجع والذاتية والتخييل. وقد اهتمّ المؤلّف في الفصل الثاني " التاريخ والتخييل في القصص التخييلي " بالنظر في علاقة السرد بالتاريخ وأشكال الإخبار والتحريف في بعض النصوص والأجناس التخييلية مثل السيرة الشعبية والرواية في مختلف أصنافها. أمّا الفصل الثالث " التاريخ والتخييل في القصص المرجعي " فقد تناول فيه ثلاثة أجناس سردية تشهد دائما تمازجا وخلطا بين الأدبي والتاريخي، وهي السيرة والسيرة الذاتية والمذكرات. وقد بيّن ما هو مشترك بين هذه الأجناس في علاقتها بالتاريخ والكتابة التاريخية وما يميّز بعضها من بعض.