إن مبادرات هذا الوطن العظيم وإسهاماته في مجال نشر ثقافة الحوار، أصبحت حديث العالم أجمع، وأتمنى أن تنطلق هذه النقاشات في أكثر من مجال، في الجانب الشرعي والجانب الاجتماعي وفي الجانب النفسي والجانب الاقتصادي، لترابطها جميعاً، حيث تهدف هذه الإسهامات إلى إشاعة التفاهم والسلم بين أبناء البلد الواحد وأيضاً الإقليم الواحد والمجتمع الإنساني الواحد.
ويسعى كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات إلى ترسيخ مفهوم الحوار، والتعرف على أساليب تسويق الحوار على مستوى الثقافة والممارسة، وكذلك التعرف على الجهود الاتصالية والسياسية والثقافية في نشر وتعزيز ثقافة الحوار، من خلال دراسة التجارب الدولية المتنوعة في تسويق ثقافة الحوار.
هذا بالإضافة إلى العمل على إبراز آداب الحوار بين أتباع الديانات والثقافات في الإسلام، وترسيخ مبدأ الحوار بين أتباع الديانات والثقافات كبديل مجتمعي عن الصراع والنزاع ونبذ الآخر، وتعزيز دور الأسرة في ترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات لدى الأبناء.
لذا يجب ربط عمليات الحوار باحتياجات الجماهير وانعكاساته على حياتهم اليومية، والتي تأتي في مقدمتها إثراء العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام على أرض الواقع، للإسهام في تقبل الآخر ومعرفة ثقافاته المتنوعة.
أ.د. عبد الله بن محمد الرفاعي
أستاذ الكرسي