مقتطفات .. من أنفس المحاضرات

الكاتب :   د. محمد بن سليمان الواصل

بسم الله الرحمن الرحيم 

   

محاضرة  

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل 

بعنوان 

دعوة الإخوان المسلمين حقيقتها وخطرها ) 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد : 

  • وجوب لزوم الجماعة حفاظ على الهوية الإسلامية : 

الاجتماع في الإسلام مبدأ وجوده يدل على وجود  الهوية الإسلامية، فالجماعة على الإسلام، إثبات لهوية المجتمع الإسلامي، وعدمها عدم لهوية المجتمع الإسلامي، بل إن إثبات الهوية الإسلامية ذاتها على الكمال الواجب، يتوقف على وجود الجماعة على الإسلام، ووجود الجماعة، يتوقف على وجود الإمارة، ووجود الإمارة يتوقف على وجود السمع والطاعة، فلا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بسمع وطاعة، قال تعالى ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ*مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون ) (الروم 32،31) وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يحب الله لكم ثلاثاً، ويسخط لكم ثلاثاً، يحب لكم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تنصحوا ولاة الأمر ويسخط لكم ثلاثاً قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) وكما قال عمر رضي الله عنه:” لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم”. ونصوص قواطع وأدلّة جوامع وبراهين سواطع تدل على فضل الجماعة والاجتماع ووجوب لزومهما والتحذير من الخلاف والاختلاف والفرقة . 

  • الجماعة الشرعية الصحيحة وحكم لزومها : 

الجماعة في مفهومها العام تطلق على مفهومين الأول جماعة الصلاة وتسمى الجماعة الصغرى وهذه الجماعة تتكون من إمام ومأمومين مأمورين بأتباعه وعدم مخالفته وقد ثبت في الحديث الصحيح المخرج في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسـلم قال: ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فسجدوا فإذا صلى جالساً فصلوا قعوداً أجمعون) وثبت في الحديث المخرج عن الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) فلذلك فإن الإمام مطالب بأن يتبع هذا الإمام فيجب متابعته وتحرم مسابقته وتكره موافقته وهذه الجماعة بهذا المفهوم هي تربية وتوجيه وطريق للجماعة الكُبرى وهي المفهوم الثاني للجماعة وهي انتظام الأمة الإسلامية إذا كانت مجتمعة تحت لوائها أو أفراد البلد والوطن أو البلدان إذا اجتمعت تحت أمير يسمع ويُطاع فهذه هي جماعة أهل البلد وهي واجب لزومها واحترامها والدفاع عنها وعد الخروج عليها مهما كانت المبررات والدواعي وذلك بالدليل من الكتاب والسنة وقد بوب الإمام النووي رحمه الله على الأحاديث الواردة في هذا الموضع في صحيح مسلم في قوله ( باب في وجوب لزوم جماعة المسلمين في حال الفتن وفي كل حال ) وفي تبويب آخر قال ( باب وجوب لزوم جماعة المسلمين في حال ظهور الفتن وفي كل حال وعدم الخروج عن الجماعة ومفارقة الطاعة ) وبهذا تتبين حقيقة الجماعة الشرعية بمفاهيمها ومعانيها وأدلتها. 

  • تحرير المصطلح والمُسمَّى : 

إن هذا اللفظ الذي يشيع بين الناس وطلبة العلم هو جملة غير صحيحة وذلك لابد أن نحررها ونبين المصطلح الصحيح الذي يجب أن يطلق عليهم بناء على ما هو موجود في كتبهم وتنظيماتهم وإن اللفظ الصحيح هو أن يُقال تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وهم أضافوا لفظة الإخوان والمسلمين من باب كسب الناس والتأثير عليهم لأن عواطف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها دائماً تتجه إلى ما يحفظ قيم الإسلام والمسلمين ودعائم هذا الدين وكل ما يقوي إخوة المسلمين، ولذلك انتبه يا طالب العلم وأنت أيها الباحث عن إطلاقك هذه الألفاظ والمفاهيم، ويمكن أيضاً أن يقال عنه تنظيم جماعة الإخوان المتطرف الإرهابي بناء على ما علمناه وقرر عبر وسائل ودوائر ومؤسسات رسمية لا مجال لشك فيما قررته بناء على تاريخ واضح ومعلومات واضحة وحقيقة لا تقبل الجدال والمناقشة . 

  • نشأة تنظيم جماعة الإخوان : 

تنقسم إلى قسمين القسم الأول بداية النشأة والقسم الثاني انحراف هذه النشأة، أما القسم الأول فعندما تستعرض تاريخ هذا التنظيم ترى أن أساسها هو جمعية خيرية أنشأها رجل اسمه أحمد السكري، من أهل الإسكندرية يُقصد منها إعانة المحتاجين والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في جمهورية مصر حتى يقوم بأعمال الخير ويساعد في ذلك، ثم جاء القسم الثاني من أقسام هذه النشأة وهو انحراف النشأة وذلك بأن دخل مع أحمد السكري مؤسس هذا التنظيم حسن البناء، وعمل معه في هذه الجمعية ولما رأى أن هذا العمل يقتصر على أمور لا يمكن تُوصل إلى الهدف الذي يسعى إليه وطن نفسه عليه قام بإخراج هذا المؤسسة والسيطرة على هذه الجمعية وتحويلها إلى جماعة. 

  • أبرز رموز هذا التنظيم : 

من خلال المتابعة والقراءة المتأنية الموثقة يتبن أن لهذا التنظيم رموز كثيرة ودعاة متعددون في أقطار الأرض الذين يعولون عليها هذا التنظيم وهم 1ـ جمال الدين الأفغاني، 2ـ محمد عبده، 3ـ حسن البناء، 4ـ مصطفى كمال، 5ـ نواب الصفوي القائد 6ـ سيد قطب، 7ـ يوسف القرضاوي، 8ـ علي الصلابي، وكل مَن جرى مجراهم وأخذ بهواهم وانطلق من فكرهم فهو محسوب منهم إما رمزاً وإما داعية لهذه الجماعة وما تسعى إليه. 

  • صفة الخلافة التي يسعى إليها هذا التنظيم : 

إن الجميع لا بد أن يعرف أن منطلقاتهم وأفكارهم ورسالتهم التي من خلالها يريدون سحب هذا المفهوم وإقامة هذه الخلافة ومن يتأمل في ذلك يدرك أن ذلك خطأ وشر؛ لأنهم يريدون إقامة الخلافة المزعومة على غير الهدي النبوي وبطريقة غريبة تعتمد على السياسة والديمقراطية والحرية، بل وأعظم من ذلك بأنهم يقولون إن مصدر التشريع والحكم هو الشعب حتى ولو كان ذلك بما يتعلق بمبادئ وأحكام الدين فيقول أحد زعمائهم ( إننا لا نستطيع أن نصادر إرادة شعوبنا فإذا اتجه المجتمع وأراد الإلحاد أو الشيوعية فله ذلك ولا نتدخل فيه ). ويقول آخر: ( حتى لو رفض الشعب الإسلام فأنا أقدس رأيه ولهم ذلك )، فعلى الجميع أن يعرف هذا الانحراف وإلى أي مدى وصل الانقلاب في المفاهيم والبعد عن الكتاب والسنة. 

  • هل تنظيم تنظيم الإخوان يعملون على تحقيق مبادئ الشريعة : 

إنك ترى في دعواتهم وتقريراتهم وكل ما يصدر عنهم أنهم يزعمون ذلك ولكنهم ينحرفون عنه لمقاصد دنيوية فهم يجعلون نصب أعينهم قوله تعالى ( إن الحكم إلا لله ) وهي مسألة الحاكمية التي أضروا الناس بها ووجهوها على غير مراد الله فيها ويأتون بمقوله أخرى ( الإسلام هو الحل ) ليدغدغوا المشاعر ويثيروا العواصف ويعملوا على أن يجعلوا الناس يأخذون بما يقولون وقد قال مؤسس التنظيم ( إن دعوتنا لا تفرق بين عقيدة ولا عقيدة ولا طائفة أو أخرى ) وأعظم من ذلك قوله ( إنه ليس بيننا وبين اليهود خصومة دينية لأن الله عز وجل أمرنا وحثنا إلى مصافاتهم ومصادقتهم ) ويؤكد هذا المعنى المرشد عمر الترمساني، وأعظم من ذلك هو ما يقوله وينشره ويعمل على إقراره في نفوس هذا التنظيم يوسف القرضاوي، فله مقولات منها قوله ( الحرية مقدمة على الدين ) و ( إن الدعوة الإسلامية والصحوة لا يمكن أن تتفتح أزهارها وتثمر ثمارها إلا إذا وجدت بيئة ديمقراطية سياسية تستطيع من خلالها تؤدي هدفها ورسالتها ) وقوله ( إن منطلقات الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة ) و ( نحن ضد الحكومات الدينية فلسنا دعاة مشايخ ولا ملالي(1) ). 

جمع وتنسيق 

د . محمد بن سليمان الواصل 

التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: