مهـارة الحـوار

الكاتب :   أ. نايف القحطاني

عندما يتأمل المتأمل في مهارة الحوار و يتأمل في أساليب التمكن منه و حُسن إجادته سيكتشف أن الحوار كان و لا يزال الوسيلة الأقدم و الأسهل و الأسرع للتواصل بين الناس منذ فجر البشرية الأول .
فنحن عندما نتدبّر آيات القرآن الكريم نجد الحوار حاضراً فيها في مثل قوله تعالى : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } الكهف ، و نجد ذكر الحوار حاضرا أيضا في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ  } المجادلة .
وهذا دليل قاطع على أهمية الحوار و أهمية إتقان آدابه و مهاراته لأنه كان و لا يزال الخطوة الأولى للبحث إما عن حل لمشكلة أو إجابة على تساؤلات قد تدور في ذهن أحد أطراف الحوار أو لتسوية خلاف أو لغير ذلك .

و يمكننا تعريف الحوار بأنه : التناقش عن طريق الكلام المباشر بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص بطريقة هادئة و منظمة حول موضوع أو فكرة معينة .

إن صفة التمكن من مهارة الحوار و من حُسن إدارته و من حُسن الردود فيه هي بمثابة الخطوة الأولى من خطوات سُلَّم الحوار الناجح فهي تعكس مدى ثقة المحاور بنفسه و بقدارته و إمكاناته .

و للحوار كما لغيره من المهارات آداب ينبغي علينا أن نتأدب بها و نتقنها حتى نحصل على حوار هادف متميز و من هذه الآداب : الحديث باللغة العربية الفصحى ، تحري الصدق في الحديث أثناء الحوار ، إعطاء المحاور الوقت الكافي للحديث ، حُسن الاستماع للطرف الآخر في أثناء حديثه ، طرح الأفكار و وجهات النظر بأسلوب مهذب لبق ، الحديث بنبرة صوت واضحة تنم عن ثقة المحاور في نفسه و يجب مراعاة عدم رفع الصوت ، وجوب الإحاطة الكاملة بجميع نواحي موضوع النقاش الذي سينعقد الحوار حوله ، إحترام الطرف الآخر و إظهار الاهتمام له و متابعته بتركيز و اهتمام أثناء حديثه .

و في نهاية مطاف حديثنا الموجز عن مهارة الحوار يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ألّا يكون إختلاف وجهات النظر -في حالة عدم وصول أطراف الحوار إلى إتفاق- سبباً للتباعد و التنافر بل يجب محاولة تكرار الحوار بأسلوب راقي و محاولة تقريب وجهات النظر و البحث عن القواسم المشتركة بين أطراف الحوار حتى نصل إلى حل مناسب و تقارب في الآراء و به يكون الحوار حوار مثالي مثمر .


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: