كلمة سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في ثنايا اللقاء العلمي الذي اقيم بكلية التربية عن الدراسات البينية في العلوم التربوية


تشهد المحاضن العلمية والأكاديمية على مستوى العالم اليوم اهتماماً متنامياً بما بات يعرف بـ (بالدراسات البينية) ، تلك الدراسات والأبحاث التي تُعنى بمناطِق الاشتباك والتداخل بين العلوم والفنون التقليدية .

 يأتي هذا الاتجاه مدعوماً بوعي جديد يُقَارِبُ العلوم والفنون المختلفة - مهما بدت متباعدة في المناهج والأساليب والآليات المنطلقات والغايات – على أنها علومٌ متداخلةٌ في العمق يؤثر بعضها في بعض ويُثْري بعضها بعضاً ويستثمر بعضها منجزات بعض، حتى تلك العلوم التي تبدو على طرفي نقيض كالعلوم الطبيعية القائمة على المنهج التجريبي الصارم وتلك العلوم الإنسانية والثقافية والأدبية القائمة على مناهج التحليل القابلة للتأويل وتعدد النتائج ، ومِنْ ثَّم فلا مُسوِّغ للفصل الحاد بينها ، خلافاً للنظرة التقليدية التي يجعل من العلوم والفنون كالـجُزُرِ الـمُنْفصلة والمعارف المنعزلة مما يُفّوِتُ على الدارس فرصة استكشاف مساحاتٍ معرفيَّةً واسعةً وشائقةً وثرية ، كتأثير بعض تلك العلوم في بعض ، واستلاف بعضها من بعض على مستوى المناهج والآليات والمفاهيم .

وإذا كان هذا التقارب معترفاً به على هذا النحو بين العلوم المتباعدة ، فإنَّ التقارب والتداخل بين (العلوم التربوية) سيكون بالضرورة أوضح وأجلى . من هذا المنطلق تقيم وكالة الدراسات والعليا والبحث العلمي اليوم هذه الندوة بعنوان "الدراسات البينيَّة في العلوم التربوية"، والتي ترجو من خلالها بثَّ روح جديدة في دراسات العلوم التربوية وفتح آفاق جديدة للباحثين فيها ، وتجديد موضوعاتها وتطوير أبحاثها ومناهجها ومواكبة آخر ما توصلت إليه الحركة العلمية العالمية في هذا الصدد .

وأخيراً ، فإنيَّ أشكر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على اهتمامه البالغ ومتابعة الحيثية لكل ما من شأنه تطوير الدراسات والأبحاث في الجامعة ، ومن ضمنها الدراسات البينية التي بين أيكم اليوم، كما أشكركم أيها الحضور الكريم من الأساتذة والباحثين على إثراء هذه الندوة بأوراقكم العلمية وأبحاثكم ومناقشاتكم . 


https://twitter.com/coe_imsiu/status/1318260413281259520?s=24

الإثنين 02/03/1442 هـ 19/10/2020 م
التقييم: