كلمة فضيلة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية بمناسبة اليوم الوطني 89

الذكرى التاسع والثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فأتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -  وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء بأصدق الدعوات، وأجمل التهاني والتبريكات؛ بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية للعام التاسع والثمانين.
هذه الذكرى لها مناسبة فريدة، وضعت أثرًا بالغاً في ذاكرة أبناء هذا الوطن، وذاك اليوم أسبغ الله على هذا البلد نعمته بالوحدة ونبذ الفرقة، فاجتمع الشمل، واتحدت الكلمة، وانتصب التاريخ شاهدًا على تلك الأيام، فسَطَّر سُطُوراً بماء الذهب، لمع بريقها وامتد نورها إلى يومنا هذا، وسجل في ذاك الوقت مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة تاريخية قادها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه –.
إن هذا اليوم هو اليوم التاسع والثمانون لذكرى عظيمة وحد فيها الملك المؤسس هذه البلاد فصارت القبائل والمدن من فرقة إلى اجتماع ومن تنافرُ إلى أُلفة، ثم التقت تلك القبائل واجتمعت على التوحيد والشرع المطهر، وما أعظمها من نعمة أن يكون الاحتكام إلى الإسلام، من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فهما الأصل القويم في التنظيم والإدارة، حتى أصبحت هذه الدولة الإسلامية التي اتخذت القرآن الكريم دستورًا تستقي منه تعاليم الهدى، وتباشير الحياة تلتزم بتعاليمه الربانية، وتحتكم إلى الشرع الحكيم أنموذجًا حيًّا، وشاهدًا واقعًا، ودليلاً قاطعًا على حفظ الله لهذه المملكة وتسديده وتوفيقه لولاة أمرها.
وأعلن الملك عبد العزيز توحيد كافة المناطق في دولة جديدة هي المملكة العربية السعودية.
ولما لهذه البلاد من عظيم المكانة في قلوب المسلمين، باعتبارها مهبطًا للوحي، وقبلةً للمسلمين ومهوىً لأفئدتهم، ومقصدهم في حجهم وعمرتهم، فقد أولى الملك المؤسس عناية خاصة في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة المسلمين.
ولا يخفى على أحد عناية ولاة أمرنا -حفظهم الله - ببيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، والمسجد النبوي الشريف، والاهتمام ببيوت الله داخل البلاد وخارجها، والحرص على تشييدها وتوسعتها وصيانتها وإعمارها وتهيئتها للعبادة، ذلك كله يعد من صميم رسالة قادة هذا البلد، بداية من عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وحتى عهد مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، ورؤية 2030 التي رسمت آمالاً عظيمة لا نظير لها في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
إن اليوم الوطني يوم عظيم يجب علينا أن نتذكر فيه النعم العظيمة التي نعيش فيها من نعمة العقيدة الصافية، التي هي من أهم أسباب النصر والتمكين، ونعمة الأمن والأمان، ونعمة حفظ الله لها من الفتن التي عصفت ببعض البلاد المجاورة وذلك بما مكَّن الله لولاة أمرنا - سددهم الله - من تحصين للوطن من الإرهاب بشتى أنواعه من خلال رفع راية التوحيد، وتطبيق شرع الله القويم.
ويجب على كل من يعيش في هذه البلاد أن يستشعر في هذه المناسبة الجهود العظيمة والخدمات الجليلة التي تقدمها الدولة للمواطنين والمقيمين.
ويجب علينا الحرص على أمنها وسلامتها والتمسك براية ولاة أمرها والدفاع عنها، وأن يكون هذا اليوم الوطني يوم شكر لله على نعمة الأمن والأمان.
وختاما فأشكر الله -جل وعلا- على ما أسبغ علينا من نِعم وأسأله أن يعيننا على شكرها إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
د. فهد بن صالح اللحيدان
وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية للشؤون التعليمية

هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: