(اليوم العالمي لمحو الأمية)
يأتي اليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من سبتمبر ليجدد التذكير بأهمية العلم كقيمة إنسانية كبرى وركيزة أساسية لبناء الحضارات ونهضة الأمم. وإن محو الأمية لا يُنظر إليه بوصفه مجرد تعليم للقراءة والكتابة، بل باعتباره بوابة للوعي، ووسيلة لتمكين الإنسان من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة، وتحقيق الكرامة الإنسانية، والانفتاح على آفاق المعرفة.
لقد أولت هذه البلاد المباركة منذ بداية الدولة السعودية الأولى التعليم جلّ اهتمام حتى وصلنا عصر الرؤية، وأصبحت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله – في مقدمة الدول بالتعليم وتنافس في جميع المحافل الدولية وتسعى لمحو الأمية في مختلف دول العالم، من خلال أهداف إنسانية وتوجيهات حكيمة في صميم خططها الاستراتيجية منذ عقود. وقد تجسدت هذه العناية في البرامج الوطنية الطموحة لمحو الأمية وتعليم الكبار، والتي نجحت – بفضل الله – في خفض معدلات الأمية إلى مستويات متدنية جدًا، حتى باتت المملكة نموذجًا عالميًا يحتذى في جهودها الرائدة بمجال التعليم للجميع.
وتواصل وزارة التعليم والجهات المعنية في وطننا الغالي تنفيذ مبادرات وبرامج نوعية تستهدف نشر المعرفة، وتيسير سبل التعلم مدى الحياة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي جعلت الاستثمار في الإنسان أولوية، واعتبرت بناء مجتمع معرفي واعٍ أحد أهم مرتكزاتها.
ونحن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبتوجيهات معالي الرئيس أ.د. أحمد بن سالم العامري نؤمن بأن رسالتنا لا تقف عند حدود التعليم الجامعي، بل تمتد لتشمل الإسهام المجتمعي في دعم مسيرة محو الأمية، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر، وتفعيل الشراكات مع مؤسسات الدولة في كل ما يخدم الإنسان ويرتقي بفكره ومعارفه.
إننا إذ نشارك العالم اليوم هذه المناسبة، نؤكد اعتزازنا بما تحقق من إنجازات وطنية مشرفة في هذا المجال، ونجدد العهد بمواصلة العمل على تعزيز مكانة التعليم والمعرفة، باعتبارهما السبيل الأمثل للنهوض بالمجتمعات، وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا لأبناء هذا الوطن المعطاء
د. عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري
وكيل الجامعة للشؤون التعليمية