يُعد اليوم العالمي للتأتأة مناسبة إنسانية تُعنى بإحدى القضايا اللغوية والنفسية التي تمس جوهر التواصل الإنساني، وتهدف إلى نشر الوعي وتقبل التنوع في قدرات التعبير والنطق، وإبراز أهمية الدعم المجتمعي والنفسي لكل من يعاني من التأتأة، ليعيش بثقة وطمأنينة، ويُعبّر عن ذاته دون حرج أو تردد.
لقد أكدت المملكة العربية السعودية – بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – اهتمامها الكبير برعاية الإنسان في مختلف جوانب حياته، الجسدية والنفسية واللغوية، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن بناء الإنسان السليم نفسيًا وفكريًا هو أساس نهضة الوطن واستدامة عطائه.
وتولي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبتوجيهات من معالي الرئيس أ.د.أحمد بن سالم العامري اهتمامًا بالغًا بجوانب الصحة النفسية واللغوية، من خلال برامجها الأكاديمية والتوعوية والبحثية التي تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس، وتوفير بيئة جامعة شاملة تراعي الفروق الفردية، وتحتضن الطاقات وتمنحها الفرصة للتعبير عن قدراتها دون قيود أو تمييز.
إن التأتأة ليست عائقًا أمام الإبداع أو النجاح، بل هي جزء من التنوع الإنساني الذي يستحق التفهم والدعم. واليوم العالمي للتأتأة هو دعوة للتقبل، ورسالة بأن القوة ليست في الطلاقة فحسب، بل في الإصرار على إيصال الفكرة رغم العوائق.
نسأل الله أن يوفق الجميع إلى غرس ثقافة الوعي والتقدير لكل إنسان، وأن يجعل من مؤسساتنا التعليمية منارات للاحتواء والتشجيع والإلهام، تحقيقًا لتطلعات قيادتنا الرشيدة، ورؤيتنا الوطنية الطموحة 2030.