كلمة د. خلود فواز التميمي - بمناسبة يوم التأسيس

تعاودنا في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام مناسبة (يوم التأسيس)، ذلك اليوم الضارب في جذور الماضي العريق للمملكة العربية السعودية، والذي يمثل رمزًا للعمق التاريخي والحضاري والثقافي لهذا الكيان عندما أسس الإمام محمد بن سعود – رحمه الله - الدولة السعودية الأولى منذ أكثر من ثلاثة قرون في العام 1139هـ.

ويأتي يوم التأسيس مناسبة سنوية مجيدة تستمد قيمتها من عراقة وأصالة الجذور التي تنتمي إليها، حيث التوحيد والعلم والصمود والصبر والتضحيات التي بذلها أئمتنا وأسلافنا، وهو بكل ذلك مناسبة للتعريف بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وتذكير بمكانة هذه الأرض الطيبة المباركة، وبثبات أهلها وأصالتهم ووفائهم لأرضهم وأئمتهم، وبالجهود المبذولة لإرساء دعائم الوحدة الوطنية والاستقرار والأمن، واستحضار تاريخ وإنجازات الأئمة والملوك في التوحيد والبناء والتنمية، وتعهد بالسير قدمًا في مسيرة البناء والنماء.

وبهذه المناسبة الوطنية نجدد العهد بالوفاء لوطننا الغالي، ولمن أسهم في بنائه ونمائه من الأئمة والملوك والمواطنين. ونستشعر مسؤوليتنا العظيمة تجاهه لحمايته والذود عنه والسعي في خدمته وتطويره كل حسب مكانه وموقعه؛ الأبوان في بيتهما حين يحسنان تربية نشء سوي متزن، والمعلمون والمربون في ميادين التعليم بالإسهام في صقل الشخصيات وبناء العقول وتشكيل الثروات الحقيقة من أبناء وبنات الوطن، والموظف في عمله حين يؤدي مهامه بأمانه وإخلاص، والطالب لما يبذل جهده مدركًا الآمال المعقودة عليه، ومتطلعا لمستقبل مشرق، ليدون الجميع اسمه، ويضع بصمته في مسيرة التنمية الحضارية التي بدأت ولازالت نشهد إنجازاتها يوما تلو آخر، حتى أضحت لنا هوية نفاخر بها بين الأمم، ونصدرها أنموذجًا فريدًا عنوانه الثبات والوسطية، والعلم والثقافة، والبذل والكرم، والوفاء بين الحاكم وشعبه.

ختامًا نسأل الله العلي القدير أن يرحم أئمتنا وملوكنا السابقين، ويجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يحفظ ولاتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يمدهما بنصره وتأييده، ونسأله سبحانه أن يديم علينا فضله وإنعامه، ويزيدنا أمنا ورخاء وازدهارا.

د. خلود فواز التميمي
مستشارة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية


الثلاثاء 01/08/1444 هـ 21/02/2023 م
التقييم: