إن ذكرى اليوم الوطني ليست مجرد تاريخٍ في التقويم، بل هي ثمرة لمسيرة التضحيات وملحمة الكفاح والفداء، التي قادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- مع رجاله المخلصين؛ لنصرة الدين، وتوحيد المملكة العربية السعودية على الشرع القويم أرضًا وإنسانًا؛ لنعيش -بفضل الله- آثارها في حاضرنا عزةً ورخاءً، وتطورًا ونماءً، بما قيضه الله سبحانه من جهود المؤسس وأبنائه المخلصين، الذين حكموا بلادنا بشرع الله، فأعلوا شأنها بين الأمم، وبلغ شأوها أعلى القمم.

فها هي المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- قد تميزت بإنجازاتها العظيمة على الأصعدة الدينية والسياسية والعلمية، فقد حققت الكثير من الإنجازات رغم كل التحديات، كالعناية  بتطوير الحرمين الشريفين وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وكذلك العمل على برنامج جودة الحياة الذي يهدف إلى تحسين حياة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، ويضاف لها الإنجازات التي أثبتت الثقل السياسي والاقتصادي للمملكة،  فضلا عن مبادراتها الإنسانية وجهودها الإغاثية التي بذلتها للمتضررين من الكوارث الطبيعية، حيث كانت المملكة سباقة لدعم المتضررين من هذه الكوارث.

كما استمرت المملكة في تنفيذ رؤيتها 2030، على الصعيد الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات العالمية بتهيئة البيئة المناسبة لها وسن التشريعات المحفزة للاستثمار، وكذلك الإنجازات على الصعيد العلمي والتعليمي، والحصول على مراكز متقدمة في المسابقات والتصنيفات العالمية في مختلف المجالات، إضافة إلى دور المملكة الفاعل في حماية البيئة العالمية من خلال طرح مبادراتها المحلية والإقليمية والعالمية للاعتماد على الطاقة النظيفة والحد من الانبعاث الكربوني، لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، ولا يسع المجال لذكر الإنجازات الكبيرة المحققة على الصعيد الصناعي، والمالي، الرياضي وغيرها الكثير وفي مختلف الأصعدة.

إن هذه الذكرى الغالية ذكرى اليوم الوطني الثالث والتسعين تروي لنا حكاية وطن شامخ عزيز، ارتقى سلم المجد -بعد فضل الله- بقيادات حكيمة ورجال مخلصين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الوطن ورفعته، ليتوارث أبناؤهم وطنًا شامخًا في العزة والإباء، ورايته عالية خفاقة في سماء المجد والسناء؛ ويعد حافزًا لنا لنستمر خلف قيادتنا الحكيمة نحلم ونحقق بعزيمة وإصرار في تحقيق أهداف رؤية وطننا الطموحة والمباركة.

أ.د علي بن يحيى آل سالم

المستشار في وكالة الجامعة للشؤون التعليمية