الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فإن أهل الشر والسوء فكرا وعملا المتربصين بأمننا وبلادنا وولاة أمرنا يعملون ليلا ونهارا سرا وجهار على ضرب اللحمة الوطنية المتميزة بين الراعي والرعية والملك والشعب ويعلمون علما يقينيا أن المدخل لهم لبلد التوحيد ومأرز الإيمان وخلخلته داخليا هم الشباب مستغلين نشاطهم وتوقد أذهانهم لتحقيق شرورهم وبث سمومهم مرتدين عباءة الناصح المشفق الغيور على دين الله وقد كان لإمامهم ابن سبأ اليهودي طرقه في إفساد الدين والدولة فكان يذهب لأهل العلم والخاصة ويتكلم عن المنكرات وأنها تفشت وانتشرت في المجتمع والخليفة لا يحرك ساكنا ثم يذهب لعامة الناس ويتكلم عن أموال الخليفة وممتلكاته وأنه يقدم قرابته ويجزل لهم العطاء فيعجب به من ابتعد عن منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنهم دعاة على أبواب جهنم يقذفون بها من أطاعهم قال شوقي :
إنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطىءٌ من ظن يوماً أن للثعلب دينا
ثم إن لأهل السوء تبريرات واهية وعبارات رنانة بأنهم مصلحون مشفقون على الأمة فليسوا من الإصلاح، بشيء حتى لو قالوا: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ [البقرة:11] بل هم المفسدون في الواقع.
لذا كان لزاما على الجامعات والمختصين العمل على تحصين الشباب من الشهوات والشبهات بالعلم النافع والعمل الصالح المنطلق من كتاب الله وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم وما قاله العلماء الربانيين المخلصين الذين يفتون وفق الدليل والمنهج الشرعي السليم قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)، ومن هذا المنطلق حرصت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بدعم وتأييد ومتابعة من معالي مديرها الشيخ الوزير الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله بن حمود أبا الخيل على متابعة الأفكار الشاذة والتنظيمات الضالة والرد عليها بالحجة والبيان وتفنيدها والقضاء عليها في مهدها لا بل جعل لجاناً مختصة من أهل العلم والصلاح تسعى وتعمل بجد وجهد واجتهاد لمعالجة هذا الداء العضال والقضاء عليه قبل تفشيه وانتشاره فلربما يهدم السد المشيّد فأرة ولربما يحطم أمة متهور.
وقد أتت الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لمؤتمر (واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف) لعله يكون منطلقا لكافة جامعة المملكة كي تحذوا حذو جامعة علوم السيادة والريادة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لأن أصحاب الأفكار الضالة والأقلام المأجورة والتنظيمات المؤدلجة يغيظهم هذ الانسجام والتناغم الذي يتمتع به أبناء المملكة مع ولاة أمرهم فما كان منهم إلا أن يثيروا الرعية على الراعي والسعي لتأليب الشعب على ولاة أمره غيبة وسباً وتضليلا وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن غيبة ولاة الأمر :
غيبة ولاة الأمور تتضمن محذورين /
المحذور الأول : أنها غيبة رجل مسلم
المحذور الثاني : أنها تستلزم إيغار الصدور على الأمراء وولاة أمورهم وكراهتهم وبغضهم وعدم الانصياع لأمرهم وحينئذ ينفلت زمام الأمان والأمن .. أ هـ
ختاما أسأل الله العظيم أن يديم علينا الأمن والأمان والسلامة والإسلام في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده يحفظهم الله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده وخليله وصفوته من خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
د. عبدالله العلي الطعيمي
المدير التنفيذي للجامعة الافتراضية العالمية