لم تعد أدوار المؤسسات التعليمية قاصرة على نقل المعرفة والأخلاقيات؛ بل أصبحت لها دورها الفاعل في النهوض بالمجتمع وتلبية حاجاته ومواجهة تحدياته، وحماية مكتسباته. والبرامج التحضيرية في إطار جامعاتها لم تكن بمنأى عن هذا الدور المرتقب، وأضحت تسهم بأدوار ذات أبعاد تطبيقية فرضتها متطلبات الواقع وتحدياته.
ومن هنا فإن البرامج التحضيرية تعد مرحلة مهمة في حياة الطالب الجامعي وتحدياً صعباً لمعظم الطلاب والطالبات كونها تعد مرحلة انتقالية من التعليم العام إلى التعليم الجامعي انطلاقاً من طبيعة البيئة الجامعية التي تتيح لطلابها مرونة أوسع ومسؤولية أكبر. وقد يواجه الطالب فيها اختلافاً بين التعليم العام والجامعي في المناخ العام للدراسة وطبيعة الأنظمة والتعامل وأساليب التقويم، .. إلخ؛
وبالنظر إلى المهام الرئيسة للبرامج التحضيرية التي تقوم على تهيئة الطلاب للتعاطي الإيجابي مع البيئة الجامعية ومساعدتهم على اختيار التخصصات التي تناسب إمكاناتها وقدراتهم؛ فإنه يتعين عمل هذه البرامج على التكامل مع التعليم العام، الذي يعد المرتكز الأساس لأعداد وبناء المعارف والمهارات إلى جانب أهمية تكامل أدوار البرامج التحضيرية مع وحدات المنظومة الجامعية وبالذات الأقسام العلمية من خلال وضع المعايير المشتركة لاختيار الطلاب وتصميم المناهج والمقررات وتطوير البرامج العلمية القادرة على اكتشاف قدرات الطلاب وإمكاناتهم ومساعدتهم على اختيار التخصصات المناسبة لهم.
وتتعاظم الحاجة إلى التكامل بين التعليم الجامعي ممثلاً في البرامج التحضيرية والتعليم العام انطلاقاً من ضرورة استثمار طاقات الطلاب وتعزيز إمكاناتهم بالمعارف والمهارات والتدريب العملي بما يضمن تهيأتهم لمواكبة الحاجات الفعلية لسوق العمل الذي تتطلبه المرحلة القادمة في ترجمة الرؤية الوطنية 2030م، من هنا يأتي هذا التصور لعقد المؤتمر الثاني للسنوات التحضيرية في الجامعات السعودية ليبحث مدى التكامل بين برامج السنوات الحضيرية وما قبلها من مراحل التعليم العام وما بعدها من التعليم الجامعي المتخصص وتحديداً ما يتعلق بتأهيل المخرجات الجامعية لمواكبة حاجات سوق العمل.