انطلقت عصر أمس الاثنين جلسات مؤتمر (وسائل
التواصل الاجتماعي .. التطبيقات والإشكالات المنهجية) الذي تنظمه كلية
الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على مدى يومين في
فندق مداريم كراون بمدينة الرياض، وبحضور نخبة من المختصين والباحثين من
مختلف دول العالم في مجالي الإعلام والاتصال.
حيث
ترأس الجلسة الأولى عميد كلية الإعلام والاتصال بالجامعة الأستاذ الدكتور
عبدالله الرفاعي، والتي كان محورها "العلاقة بين الإعلام التقليدي ووسائل
التواصل الاجتماعي"، تحدث فيها عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام والاتصال
بجامعة الإمام الدكتور محمد السويد في بدايتها حول: (استخدامات الشباب
السعودي لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتأثيرها على درجة علاقتهم
بوسائل الإعلام التقليدية)، وأشار في دراسته إلى انتشار استخدام "تويتر"
بين الشباب الجامعي كسمة غالبة، وتعاملهم اليومي معه، مشيراً إلى أن كثافة
استخدامهم له تركزت في المتابعة والقراءة فقط، وإعادة الإرسال، والتغريد،
يليها بدرجة أقل الرد والتعليق والمشاركة في الوسم (الهاشتاق)، مبيناَ أن
الموضوعات الأكثر متابعة في "تويتر" الشؤون المحلية، وقضايا المجتمع والشأن
العام، والموضوعات الرياضية، والترفيهية، يليها موضوعات حققت متابعة جيدة
كالتقنيات والأجهزة الحديثة، والموضوعات الدينية، والمعلومات والحقائق،
والشؤون الخارجية، والموضوعات الطبية والفكرية.
من
جانبه، أشار الدكتور عباس مصطفى صادق من تلفزيون أبو ظبي في بحثه الذي حمل
عنوان: (صناعة الخبر بين الإعلام التقليدي والجديد تطبيقاً على تقنيات
وسائل الإعلام الاجتماعي)، إلى أن الخبر الصحفي لم يعد مجرد وصف اعتيادي
لحدث معين يحظى بالاهتمام في الأحداث الجارية، لكنه أصبح عرضة للمشاركة
بطرق متعددة وفقاً لخصائص الإعلام الاجتماعي، كما أنه أصبح عرضة للتفاعلية
والتفضيل والقابلية على التعليق عليها.
وأوضح
الأستاذ المشارك في كلية الآداب قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الطائف
الدكتور جلال الدين الشيخ زيادة في بحثه الذي جاء بعنوان: (العلاقة بين
الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي والتأثيرات المتبادلة بينهما..
المهنة والخصوصية) أن الإعلام التقليدي نجح في التكيف مع ثورة الاتصال
الرقمي واندمج فيها، وأضاف: لازالت هنالك حاجة ماسة لحماية الخصوصية
الشخصية والتقاليد المهنية في شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى تفوق
الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي على الإعلام التقليدي.
بينما
أشار أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة السلطان قابوس وجامعة
القاهرة حسني محمد نصر في ورقته التي كانت حول (اتجاهات البحث والتنظير في
وسائل الإعلام الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي) إلى أن اختراع الإنترنت
مثل أكبر تغير في الاتصال الإنساني منذ ظهور التلفزيون، حيث أصبح مصطلح
وسائل الإعلام الاجتماعية والويب من المصطلحات الشائعة في السنوات الأخيرة
لوصف تطبيقات الويب، منوهاً إلى زيادة استخدام الإنترنت وما تولد عنها من
تكنولوجيات اتصالية رقمية جديدة أدى إلى تزايد الاهتمام البحثي.
واختتم
الجلسة الأولى المحاضر بقسم الصحافة في كلية الإعلام والاتصال بالجامعة
الأستاذ سعيد بن أحمد الزهراني الذي أكد في بحثه الذي حمل عنوان (متتالية
التسارع في بيئة الاتصال الإلكتروني - وسائل التواصل الاجتماعي أنموذجاً)
أن السرعة هي إحدى أهم السمات الارتكازية لبيئة الاتصال الإلكتروني، موصياً
بضرورة تفعيل المشاريع البحثية الناقدة في إطار ظواهر الاتصال الإلكتروني،
ومساءلة المعطيات والمسلمات وفق محددات علمية منضبطة بالشرط المنهجي،
والدفع نحو إنتاج المقولات المتعلقة بالحقل، ومحاولة التجريب في هذا
المسار، والتفكير في تأسيس مختبر علمي يعنى بدراسات بيئة الاتصال
الإلكتروني منهجياً وتطبيقياً.
وفي ختام
الجلسة الأولى قام رئيسها الدكتور عبدالله الرفاعي بتسليم المشاركين درعاً
تكريمياً عبارة عن صورة لغلاف أول لقاء صحفي أجري مع الملك عبدالعزيز –
طيب الله ثراه-.
وفي الجلسة الثانية
التي ترأسها عضو مجلس الشورى الدكتور فايز بن عبدالله الشهري وكان محورها
"الإشكاليات المنهجية في دراسة وسائل التواصل الاجتماعي"، أوضح الأستاذ
الدكتور إسماعيل عبدالباري خلال ورقته: (الأساليب والمناهج البحثية الجديدة
في دراسات التواصل الاجتماعي: دراسة ماورائية) أن انتشار تطبيقات
واستخدامات منصات التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة الحاجة لدى باحثي
الاتصال للتطرق لموضوعات جديدة في دراسات الإعلام الجديد سواء في الدوريات
الأجنبية أو العربية، مبيناً أن الإعلام التقليدي تأثر بالتغيرات الحاصلة
نتيجة دخول منصات الإعلام الاجتماعي مما يدفع الباحث إلى ضرورة استدراك كل
تلك الجوانب البحثية التي يمكن أن يكون هناك بها ابتكار بحثي على مستوى
الأداة والمنهج.
من جانبه، أكد أستاذ
قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وبجامعة زايد السيد بخيت، في
بحثه: (الإشكاليات النظرية والمنهجية لبحوث وسائل التواصل الاجتماعي) حيث
أشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل ثورة اتصالية جديدة، وليست مجرد
ظواهر بحثية عابرة، ولا وسائل مؤقتة أو عارضة، فهي بمثابة كيان اتصالي خاص
ومميز، وجد ليبقى ولينافس غيره، وليفرض نموذجه المتفرد على كل المعنيين
بالدراسات الإنسانية والاجتماعية عامة، والإعلامية خاصة، مضيفاً إلى ضرورة
التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد كعلوم جديدة، مستقلة
عما سبقها من علوم، والسعي لاستخدام مناهج متعددة ومرنة في آن واحد، والعمل
على توظيف أكثر من أداة منهجية لدراسة ظواهر وسائل التواصل الاجتماعي،
وتطوير أدوات بحث متقدمة في دراسة الشبكات الاجتماعية.
من
جانبه، أكد الدكتور عبدالوهاب الرامي أستاذ المعهد العالي للإعلام
والاتصال بالمغرب في بحثه الذي جاء بعنوان: (الإشكالات المنهجية في دراسات
مواقع التواصل الاجتماعي، وسبل التغلب عليها) على ضرورة بسط خصائص الشبكات
الاجتماعية الرقمية في ارتباطها بالبحث العلمي. وهذه الملامح التي تطبع
الشبكات الاجتماعية الرقمية تلتبس في أجزاء منها (أو تسهيلات) التكنولوجيات
الجديدة للإعلام والاتصال.
كما تضيف
الدكتورة مها عبدالمجيد أستاذ الإعلام المشارك بكلية المعلومات والإعلام
والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في بحثها الذي حمل
عنوان: (الإشكاليات المنهجية في دراسة تطبيقات الإعلام الاجتماعي)، على
أهمية وسائل الإعلام الاجتماعي مع تزايد وعمق تأثيرها في الحياة الاجتماعية
والفكرية والثقافية داخل المجتمعات المختلفة، ودخولها في طقوس الحياة
اليومية للأفراد، وتغلغلها في المجتمع، مقدمةً العديد من المقترحات والرؤى
منها اتباع "نموذج منهجي مزدوج" عبر مراحل البحث المختلفة، واستخدام وتطوير
أساليب تحليل مختلفة لدراسة ظواهر الإعلام الاجتماعي مثل أسلوب تحليل
الشبكات، وتحليل هيكل الخطاب، وكذلك المستوى الإجرائي في تحديد عينة البحث
واستخراجها، موضحة عدة اعتبارات يمكن مراعاتها في تحديد نوع العينة
المناسبة، والمحددات المقترحة لاختيار عينة المحتوى في بحوث الإعلام
الاجتماعي، وكيفية تطوير مفهوم وحدات المعاينة والقياس في تحليل محتوى
تطبيقات الإعلام الاجتماعي.
من جانب
آخر، يصر الأستاذ الدكتور ثريا أحمد البدوي الأستاذ بقسم العلاقات العامة
والإعلان من كلية الإعلام بجامعة القاهرة في ورقتها: (المعالجة التنظيرية
والمنهجية لمشاركة المستخدم في المجال العام الرقمي)، على فكرة الفصل في
الدراسات الإعلامية الأجنبية مقارنة بالعربية، حيث أشارت إلى أن الغرب
يستخدم نظريات وأدوات منهجية متطورة ومرتبطة بالفضاء الجديد، في حين تصل
الدراسات العربية بين المفاهيم والإجراءات التي طبقت في سياق إعلامي
تقليدي، موصياً بأهمية كسر التبعية للنماذج الغربية، ومحاولة تطوير نظريات
"ملائمة" لطبيعة البيئة العربية، وتوظيف الأدوات المنهجية التي تتناسب مع
طبيعة المجال الرقمي للوصول لطرق تمثيل الظواهر المرتبطة بالإعلام الجديد
لدى المستخدمين الافتراضيين "المتواجدين فعلياً" على شبكة الإنترنت، وربطها
بسياقاتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.