الندوة الدولية الثالثة تواصل جلساتها المسائية

​عقدت بعد عصر أمس الأربعاء 1437/6/28هـ جلسات الندوة الدولية الثالثة (الهوية وتحديات العصر) والتي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض حيث عقدت الجلسة الرابعة التي ترأسها وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن مترك القحطاني.

وبدأت ببحث بعنوان: "أزمة الهوية وعلاقتها بكل من الانتماء الوطني والاكتئاب" مقدم من عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت الأستاذ الدكتور عويد المشعان, وعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت الدكتور صالح العبدي, تناولا فيها فحص العلاقة بين أزمة الهوية والاكتئاب والولاء الوطني لدى طلاب وطالبات جامعة الكويت، والكشف عن الفروق بين الذكور والإناث، وتكونت عينة الدراسة من(488) طالباً وطالبة، بعدها استعرض نتائج الدراسة.

المتحدث التالي عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الدمام الدكتور عبدالعزيز المطوع في ورقته (الهوية الوطنية وعلاقتها بالصلابة النفسية في مواجهة الطرح العالمي لدى عينة من المجتمع السعودي) أبان فيها طبيعة العلاقة بين الهوية الوطنية والصلابة النفسية في مواجهة الطرح العالمي، فضلاً عن كشف الفروق في كل من الهوية الوطنية والصلابة النفسية على حدة في ضوء الجنس وحالة السكن والحالة الاجتماعية, مشيرأ إلى أن البحث أجري على عينة قوامها 192 فرداً من المجتمع السعودي، طُبق عليهم اختبار الهوية الوطنية واختبار الصلابة النفسية في مواجهة الطرح العالمي بعد التأكد من صلاحيتهم السيكومترية.

بعد ذلك تناول البحث المقدم من عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم علم النفس الأستاذ الدكتور محمد أبو النور, وأستاذ الدراسات النفسية للأطفال المساعد بقسم رياض الأطفال بكلية التربية جامعة الجوف الدكتورة هناء محمد بعنوان: (الهوية الوطنية وعلاقتها بالصلابة النفسية في مواجهة الطرح العالمي لدى عينة من المجتمع السعودي), تطرقا خلالها إلى الكشف عن العلاقة بين أزمة الهوية (أزمة الهوية الذاتية، أزمة الهوية الوطنية، أزمة الهوية الثقافية) وقيم المواطنة (قيمة المشاركة، قيمة حب الوطن، قيمة الانتماء، القيم الأخلاقية) في ضوء أساليب المعاملة الوالدية (أسلوب القبول، أسلوب الرفض، الأسلوب الديمقراطي، الأسلوب التسلطي) كما يدركها الأبناء لدى عينة من طلاب الجامعة، ولتحقيق ذلك طبق البحث على عينة قوامها (148) طالباً من الملتحقين بكلية العلوم الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. كما أعد الباحثان الأدوات التالية (مقياس أزمة الهوية، مقياس قيم المواطنة، مقياس أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء)

وتحت عنوان (دور معلم المرحلة الثانوية في تنمية قيم المواطنة لمواجهة تحديات الهوية الثقافية) تناول الخبير التربوي الأستاذ زويد الزايدي, والباحث التربوي الأكاديمي الدكتور محمد عرابي, دور معلم المرحلة الثانوية في تنمية قيم المواطنة لمواجهة تحديات الهوية الثقافية، وأوضحا أن الدراسة تمت على (62) معلماً للدراسات الاجتماعية بمدينة الطائف خلال الفصل الدراسي الأول 1436-1437هـ, وبعد إجراء التحليل الإحصائي تم التوصل إلى أن: دور معلم المرحلة الثانوية في تنمية قيم المواطنة لمواجهة تحديات الهوية الثقافية من وجهة نظر معلمي الدراسات الاجتماعية بمدينة الطائف كان بدرجة متوسطة.

عقب ذلك قدمت أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة نيفين زهران, ورقة بحث عنوانها (تشكيل هوية الأنا وعلاقتها بكل من إدمان الإنترنت ووجهة الضبط لدى طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) أوضحت فيها نوع العلاقة بين تشكيل هوية الأنا وإدمان الانترنت من جهة، وتشكيل هوية الأنا ووجهة الضبط من جهة أخرى لدى طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وقد تكونت العينة الكلية للدراسة من (400) طالبة تراوحت أعمارهن الزمنية ما بين 18-21 عاماً، من مستويات وتخصصات دراسية متنوعة، ومن مستويات اقتصادية اجتماعية للأسرة مختلفة، وقد طبقت الباحثة على أفراد العينة مقياس تشكيل هوية الأنا، ومقياس إدمان الانترنت، ومقياس وجهة الضبط، واستمارة المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة. ثم تطرقت إلى أبرز ما وصلت له نتائج الدراسة.

وتناولت رئيسة قسم علم النفس بجامعة كفر الشيخ الدكتورة فاتن قنصوة في بحثها (أزمة الهوية وعلاقتها بالذكاء الوجداني ومعنى الحياة الإيجابي لدى عينة من المراهقين) وبينت قدرالفروق في أزمة الهوية بين كل من الذكور والإناث المراهقين، وكذلك بيان العلاقة بين أزمة الهوية وكل من الذكاء الوجداني ومعنى الحياة الإيجابي لدى عينة من المراهقين.

وفي الجلسة الخامسة قدم بحث (التعصب...التطرف والإرهاب أزمةً هوية أو تعزيز هويةً : فكراً مكملاً لها أو مشككاً بها؛ رؤية نفسية كما يدركها عينة من الشباب) والمقدم من رئيس قسم العلوم النفسية بكلية التربية في جامعة قطر الدكتورة أسماء عبدالله العطية وأستاذ علم النفس المعرفي المشارك بقسم العلوم النفسية في كلية التربية بجامعة قطر الدكتور أحمد محمد مجريه، وأشار البحث إلى أن التعصب الذي تعاني منه البشرية اليوم يعد من إحدى أخطر المشكلات التي تهدد التماسك الاجتماعي، وتحدث فجوات عميقة في صميم التكامل الإنساني وقد قدم التاريخ مؤشرات كثيرة أفصحت عن حجم الويلات المفجعة التي تحملتها البشرية عبر العصور الماضية بسبب التعصب بأنواعه المختلفة، كما لم ينج الحاضر من آثاره المدمرة، وسيظل الإنسان ضحية له لا يستنزف قدراته العقلية وإبداعاته الفكرية فحسب بل تهدد بمسخ إنسانيته بل يمتد إلى اغتيال السلام العاطفي والاجتماعي للإنسان خليفة الله في أرضه. وللتعصب مصادر وعوامل وتبريرات تغذيه وأساليب لا حصر لها لتسويغ أنماطه وأشكاله وإشاعته ونشره عبر قنوات الاتصال. فما يزال البشر يختلقون المكونات الفكرية لاستمراره دون أن يقدروا بحكمة عواقب ذلك وما يلحقه من تحطيم للذات والآخر. وقد يلجأ البعض لتعليل التعصب إلى الاستعانة بالاستمالة العاطفية حينا والاستمالة العقلية حيناً آخر، مما يشكل خطراً في الحاضر والمستقبل وتخلط كثيرٌ من الأدبيات بين التعصب وبين عمليات أخرى مرغوبة فيها كالولاء والشعور بالانتماء وتحقيق الهوية وتقدير الذات والشعور بـ"النحن" وما إلى ذلك مما لا يحمل تحيزاً تعصبياً.

وأشارا إلى أن التعصب ظاهرة شديدة التعقيد، حيث تظهر الكثير من المواقف أن هناك من يسايرون الآخرين في تعصبهم، وهناك من يرجع تعصبهم إلى سمات دفينة في شخصياتهم أو إلى خبرات سابقة. ومن جانب أخر يظهر التعصب مواقف شديدة غالباً، كإحداث العنف والشغب والصراع والتوتر بين الأطراف والإرهاب، كما أن أحد التحديات التي تواجه كثيراً من المجتمعات إذا لم تنجح في مواجهته بطريقة فعالة فإنها تصبح أكثر تجزئة وتفتتاً وتخلفاً وتبعية. وأشار الباحثان إلى أنه ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان المؤسسات التعليمية أو التربوية التي تعد هي المجال الحقيقي لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان، وممارسة الحياة الديموقراطية، التي تتم من خلال المنهاج التعليمي المعزز للهويَّة لا المشكّك فيها أو المتجاوز لها والعملية التعليمية التي تؤكد على قيم ومقومات الانتماء والهوية ومفتاح للوعي النقديّ البناء والبعد عن التعصب السلبي والتطرف والإرهاب الفكري. ​​


التغطية الإعلامية