ساعات تفصلنا عن احتضان جامعة الإمام لمؤتمر "تمكين المرأة ودورها التنموي في عهد الملك سلمان"، والذي سوف يركز على إبراز الجهود المضيئة التي حققتها مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- والتي مازالت مستمرة بأبناء الوطن لتحقيق المزيد من الطموحات التي تستهدفها رؤية المملكة 2030.
والحقيقة أن المشاركين من المتحدثين في المؤتمر أمامهم مادة دسمة وسجل حافل بالإنجازات، فهُم أمام موضوع محوري وقضية أصبحت تمثل حجر أساس في بناء مجتمعنا الجديد بطموحاته وأفكاره وتطلعاته للمستقبل، فما اتخذته حكومة خادم الحرمين من قرارات تخص المرأة، أسهمت في تمكين النساء السعوديات واستثمار طاقاتهن وتعزيز مكانتهن في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، ومنحتهن المزيد من الحقوق والمساواة في كثير من المجالات.
وما يشعرنا بالفخر تجاه المرأة السعودية أنه مع صدور العديد من القرارات التي فتحت باب التمكين لها، أثبتت للجميع قدراتها وإمكانياتها في أن تصبح شريكًا أساسيًا وفاعلًا في تحقيق التنمية، فالمرأة السعودية في زمن سريع تواجدت على خريطة المناصب القيادية بقوة، وهنا لا يسعني القيام بحصر جميع الفضليات اللاتي تقلدن مناصب مهمة، ولكني سوف أُعرّج حول تمكين المرأة المتدّرج في العهد الزاهر للملك سلمان حفظه الله، وبعض ما اكتسبته المرأة خلال هذه الفترة.
وأبدأ بالسلك الدبلوماسي الذي شهد تعيين ثلاث سفيرات يمثلن الدولة بأسرها في الخارج، فقد كانت أول امرأة بمنصب سفيرة هي الأميرة ريما بنت بندر أول سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة، ثم تم تعيين الأستاذة آمال يحيى المعلمي بمنصب سفيرة المملكة لدى النرويج، والأستاذة إيناس الشهوان سفيرة المملكة لدى السويد وأيسلندا.
واستمر تمكين المرأة في السلك الدبلوماسي فعينت الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن مندوبًا دائمًا للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو".
وعلى صعيد المناصب القيادية داخل المملكة على سبيل المثال، شغلت المرأة السعودية ولأول مرة منصب نائبة وزير التجارة بالمرتبة الممتازة، وكانت الأستاذة إيمان بنت هباس المطيري، أول سيدة تعين على هذا المنصب، ثم تم تعيين الأستاذة تماضر الرماح نائبة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والأستاذة نورة الفايز نائبة وزير التعليم.
وشغلت المرأة السعودية في عهد الملك سلمان ولأول مرة منصب مساعد لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، حيث تم تعيين الدكتورة حنان بنت عبد الرحيم الأحمدي، لتكون أيضًا أول امرأة تتولى هذا المنصب، وعينت المرأة في عهد الملك سلمان لأول مرة في الحرس الملكي.
ومازال قطار تمكين المرأة السعودية مستمراً في مسيرته للوصول إلى جميع القطاعات الحيوية بالدولة، فلأول مرة يتم تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لحقوق الإنسان بالمملكة، وهو ما يعادل نصف أعضاء المجلس، وتقلدت المرأة منصب رئيس الجامعة الإلكترونية، وكانت الدكتورة ليلك الصفدي أول امرأة ترأس جامعة سعودية.
وعلى صعيد القطاع الاقتصادي عينت الأستاذة لبنى العليان رئيسة لمجلس إدارة بنك ساب، والأستاذة سارة السحيمي رئيسة لمجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية "تداول" وعينت الأستاذة هدى الغصن بمنصب قيادي بشركة أرامكو، وكانت رانيا نشار أول سعودية تعين بمنصب رئيس تنفيذي لمجموعة سامبا المالية.
وفي مجال الرياضة عينت الأميرة ريما بنت بندر رئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية لتكون أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب ، تلتها نورة التركي كأول نائبة لرئيس الاتحاد الرياضي للرماية.
وفي مجال البرمجة وتقنية المعلومات عينت الأستاذة نوف الراكان رئيسة تنفيذية لاتحاد الأمن السيبراني، وفي قطاع الطيران والفضاء تقلدت الأستاذة أسماء الحمدان منصب نائبة للرئيس التنفيذي للمشاريع في طيران ناس.
وتمكنت المرأة السعودية لأول مرة من الدراسة بجامعة البترول والمعادن، ومؤخرًا ارتفع سقف الطموحات لدى المرأة السعودية حيث كشفت وكيلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الأستاذة هند الزاهد، أنه قريبًا سيتم تمكين المرأة في السعودية في مجال القضاء.
ومن زاوية أخرى وعلى الصعيد المجتمعي، تمكنت المرأة عام 2018م من قيادة السيارة، وفي العام نفسه تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر. وأيضًا في عام 2018 صدر قانون مكافحة التحرش لتحقيق أعلى مستويات الأمان لها.
إن عصر الملك سلمان شهد للمرأة السعودية أزهى عصورها، وأعاد لها دورها الحقيقي في المجتمع، فالمرأة تاجرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والسلف، وخرجت للحرب مع الجيوش لتشجعهم وتعود بالنصر، وجلست تُعلم البشرية صحيح الدين فعائشة رضى الله عنها من أكثر من نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمرأة السعودية امتداد أصيل للمرأة العربية وها هي تعود من جديد لصدارة المشهد واعتلاء مكانتها المستحقة في عهد الملك سلمان - حفظه الله - .
د. عواطف بنت سليمان الحربي
وكيلة كلية اللغة العربية لشؤون الطالبات