قام وفد من قسم الفيزياء بكلية العلوم بزيارة إلى مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة يوم الخميس الثاني من محرم 1437هـ الموافق 15 أكتوبر 2015م، هذا وقد ضم الوفد مجموعة من طلاب المستويين الثاني والثالث، يرافقهم المرشد الأكاديمي بالقسم د. محمد واصف مراشده، وقد رأس الوفد د. رائد بن حسين الهذلول وكيل الكلية للتطوير والجودة وعضو هيئة التدريس بالقسم.
وقد توِّجت الزيارة بعقد لقاء تعريفي للطلاب قدمه كبار المسؤولين بالمدينة، افتتحه سعادة الدكتور محمد بن أحمد قروان رئيس قطاع الطاقة الذرية رحب فيه بالوفد وتمنى لهم زيارة مفيدة مثمرة، بدأ اللقاء بكلمة ألقاها د. رائد الهذلول شكر فيها المدينة ومسؤوليها على ضيافتهم، ثم ذكر في كلمته نبذة عن قسم الفيزياء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وركز على أن اختيار القسم لطلاب المستويين الثاني والثالث لهذه الزيارة يأتي لتحفيزهم فيما هم مقبلين عليه من دراسة الفيزياء وليرفع مستوى الطموح لديهم.
هذا وقد أوضح د. محمد قروان للوفد أهمية تبني المملكة استراتيجية الطاقة الذرية، وأنها تعتبر نقطة تحول كبرى وتاريخية ونقلة نوعية في مسيرة المملكة كمنتج للطاقة، لذا فقد شدد على ابناءه الطلاب أن يستثمروا فرصة دراستهم في الفيزياء لزيادة الفهم والتحصيل العلمي والتقني في هذا المجال، ليكونوا لبنات أساسية في صرح الطاقة النووية في وطنهم مستقبلاً، والذي يعوّل عليهم كثيراً.
أعقب ذلك عرض مرئي قدمه د. رأفت النصار من قطاع الطاقة الذرية لخص فيه خطوات تبني الطاقة النووية في المملكة العربية السعودية، والخط الزمني الذي مرت به المملكة من أجل السعي لامتلاك هذا النوع من الطاقة، وتتبع مع الحضور مراحل تبني المملكة للطاقة النووية ومايصحب ذلك من تجهيزات للبنية التحتية. وفي هذا الصدد فقد أعطى العرض فكرة للحضور عن الدول العالمية التي عقدت معها المملكة شراكات بحثية واستشارية حول استخدام الطاقة الذرية.
كما شرح د. رأفت للوفد ماهية المفاعل النووي منخفض الطاقة للأغراض البحثية (Low power Research Reactor-LPRR)، والذي تعتزم المدينة إنشاؤه في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST). وفي نفس السياق؛ فقد شمل العرض معلومات عن الأنظمة والقوانين التي تحكم وتنظم هذا النوع من الطاقة واستخداماته. جدير بالذكر أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هي الجهة الحكومية المخولة حالياً بإصدار الأنظمة والتشريعات حول كل مايتعلق بالطاقة النووية بالمملكة. هذا وقد تخلل هذا الحديث أسئلة واستفسارات من الطلاب حول ماهية الفرق بين المعامل البحثي والمعامل المنتجة للطاقة، وأسئلة أخرى حول المعجلات النووية.
وقد ضمت منصة اللقاء سعادة المهندس عمر بن سلطان الششه المستشار في قسم الأبحاث و التطوير والابتكار بالمدينة، والذي قدم مداخلة قيمة حول الأبحاث العلمية التي تقوم بها المدينة. حيث بين المهندس عمر على أن المدينة تهتم بشكل خاص بأبحاث الطاقة الذرية والمتجددة المرتبطة بالصناعة، والتي تؤدي إلى منتج يستفيد منه الوطن ويسهم في تسريع عجلة التنمية.
كان آخر هذه اللقاءات هو عرض عن رؤية ورسالة وأهداف المدينة، قدمه المهندس محمد يحيى زكري الباحث في قسم الأبحاث والتطوير و الابتكار. وقد تفاعل المهندس محمد مع الطلاب بأسلوب مشوق، شرح لهم بطريقة تفاعليه الفرق بين الطاقة التقليدية والمتجددة، وطرح سؤالاً يدور حوله الكثير من الجدل العلمي عما إذا كانت الطاقة الطاقة النووية تصنف كطاقة متجددة أم لا. في هذا العرض تعرف الحضور على مشروع وطني تحت اسم "أطلس" يقوم على رصد بعض أشكال الطاقة المتجددة في أنحاء متفرقة من مملكتنا الحبيبة، حيث بلغ عدد مراكز الرصد هذه ما يقارب الخمسين مركزاً، هذه الشبكة من المراصد تأخذ على عاتقها حساب الإشعاع الشمسي، وطاقة الرياح لمعرفة أنسب الأماكن في المملكة للإستفادة من الطاقة المتجددة بكافة أنواعها.
هذا وقد اختتم اللقاء والزيارة بتوزيع هدايا تذكارية لأعضاء الوفد قام بتسليمها د. رأفت الناصر والمهندس عمر الششه.
على صعيد آخر؛ فقد سبق هذا اللقاء مع مسؤولي المدينة زيارة أخرى لمعرض "مشكاة"، وهو مركز تعليمي تفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة.
يسعى معرض مشكاة ليحافظ على العلوم والمعرفة ويساهم في نشرها بطرق جميلة وممتعة، من خلال دعم الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في اقتصاديات الطاقة، عن طريق تحفيز الشباب في المملكة ليصبحوا رواد طاقة المستقبل.
يمثل المعرض انطلاقة حقيقية وشيقة لتوعية المجتمع عن الطاقة الذرية والمتجددة، وهو إحدى مبادرات مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. حيث يحتوي المعرض على عدد من المعروضات العلمية التفاعلية (الميكانيكية والإلكترونية) والتي تشجع الزائر على التفاعل معها مباشرة، والتزود بالمعلومات المفيدة حول الطاقة الذرية والمتجددة وكيفية الاستفادة من تطبيقاتها في حياتنا. ويقدم المعرض فرصة ثرية لقضاء وقت ممتع للمجموعات المدرسية في بيئة تجمع بين الترفيه والتعلم بالبناء والتجربة. ويقدم المعرض، أيضاً، تجارب تفاعلية وبرامج تحاورية وعروضًا شيقة، تتبلور من خلالها تقنيات توليد الطاقة، كما عرفناها في الماضي، مروراً بتقنيات الحاضر وتطلعات وابتكارات المستقبل في الطاقة البديلة.
ويدعم المعرض رؤية مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لتعزيز دور المساهمة في التحول بالمملكة من مملكة الطاقة إلى مملكة الطاقة المستدامة.
هذا وقد تفاعل طلاب قسم الفيزياء بشكل كبير مع المعرض، واستحضروا ماتعلموه في دراستهم اثناء تفاعلهم مع المعروضات العلمية.
يأتي هذا النشاط ضمن أنشطة اللجنة العلمية بقسم الفيزياء، والتي تهدف إلى تنمية وتعزيز المستوى العلمي لطلاب القسم، وتعزيز ارتباطهم بتخصصهم العلمي الدقيق وزيادة ثقافتهم حوله. كما تهدف هذه الأنشطة لفتح آفاق واسعة للطلاب سواءًا العلمية منها أو العلمية أثناء الدراسة أو بعد التخرج لإعدادهم ليكونوا لبنة علمية مميزة لبناء مجتمع بناء في المملكة العربية السعودية.
شارك في الزيارة من طلاب القسم كل من: حمزه بن عبدالرحمن الاسمري، خالد بن احمد العرفج، سالم بن حامد الحربي، صالح بن ابراهيم الزرير، عبدالرحمن بن عبدالله الجدوع، عبدالعزيز بن عبدالله الوشيل، عبدالله بن احمد المالكي، علي بن سعيد آل كناد، عماد بن صلاحالحربي، مسفر بن عبدالله العلياني و نايف بن نواف المطيري.
جدير بالذكر أن د. رائد الهذلول (وكيل كلية العلوم للتطوير والجودة) قد قدم شكره الجزيل للأستاذ عبدالله الفنيسان (سكرتير وكالة الكلية للتطوير والجودة) على جهوده الملموسة في التنظيم والتنسيق لهذه الزيارة الناجحة.