بسم الله والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين، يسرني ويسعدني ان نحتفل بذكرى اليوم الوطني 86 للمملكة العربية السعودية ليعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام الأول من الميزان من كل عام، يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي. ففي هذا اليوم وحد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفُرقة و التناحر إلى وحدة وانصهار و تكامل.
وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق. وإننا إذ نحتفل في هذا اليوم، لنعبر عما تُكنه صدورنا من محبه وتقدير لهذه الارض المباركة ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية لا مثيل لها في جميع المجالات، فما حققته هذه البلاد في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني امر يصعب وصفه ويجل حصره حتى اصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي في الاستقرار والرخاء والتنمية.
كما إن من أبرز ما يجب الحديث عنه في هذه المناسبة هو الإهتمام الكبير الذي أولته الدولة للمواطن السعودي وتعليمه والسعي نحو تأهيله وتدريبه في مختلف المجالات فكان بسط التعليم الأساسي في جميع ارجائها وكانت الجامعات والمؤسسات التعليمية المتخصصة، وبرامج الابتعاث الخارجي التي أتت وستؤتي ثمارها خيرا بإذن الله.
ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة الغالية علينا جميعا هو ما قدمته المملكة للأمه العربية والإسلامية من خدمات عظيمة. فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقبلة المسلمين ، حيث أولت منذ نشأتها الإسلام و المسلمين اهتمامها و عنايتها فعمرت مساجد الله في أنحاء الأرض مبتدئة بالحرمين الشريفين الذين شهدا في عهد الدولة السعودية اعظم توسعه لها عبر كل العصور فأصبح الحج إليها في غاية اليسر بعد أن كان قطعه من العذاب و أصبح الحرمان الشريفان مفخرة لكل المسلمين، كما جعلت راحة حجاج بيت الله و زوار مسجد النبي صلى الله عليه و سلم شغلها الشاغل بحرصها على توفير كل سبل الراحة لهم وسخرت لخدمتهم كل إمكانيات هذه البلاد في تفان شهد به القاصي والداني ، ثم شرعت بعد ذلك في طباعة كتاب الله لتوزع منه عشرات الملايين من النسخ وبمختلف اللغات ليكون في متناول كل مسلم مهما كانت لغته ومكانه .
إن ما ذكرته أنفاً من ماثر خالدة ما هي إلا لمحات وقبسات مضيئة من مسيرة هذا الكيان الشامخ.
أخواني منسوبي الكلية وابنائي الطلاب حفظكم الله
86 عاماً ومملكتنا الغالية في أمن وأمان وإنجازات في شتى المجالات
86 عاماً عشناها نحن وابائنا واجدادنا ونحن في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى
86 عاماً شهد خلالها الحرمين الشريفين أعظم توسعه في التاريخ فأصبحا من أعظم
معالم العالم
86 عاماً شهد خلالها المواطنين والمقيمين العدل والمساوة تحت حكما يتخذ الشريعة الإسلامية السمحة منهجا صالحا يهتدى به
فشكراً لله على جميع نعمه ثم لحكومتنا الرشيدة
ابنائي الطلاب
فالأمن والأمان من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا وتلك النعمة التي تفتقدها بعض الدول حولنا ويغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس، فاسأل الله ان يديم علينا الأمن والأمان في بلادنا وفي جميع بلاد المسلمين.
وفي هذه المناسبة الطيبة أرسل تحية خاصة لجنودنا البواسل الذين يبذلون ارواحهم للذود عن كل ما يمس أمن وامان المملكة ولتنعم امتنا بحياة امنه ونقول لهم ينصركم الله بنصره ويحفظكم بحفظه وان يعيدكم لأهلكم سالمين غانمين، وكذلك لن ننسي شهدائنا شهداء الوطن وتضحياتهم للحفاظ على أمننا واماننا وسنبقى ندعو لهم ولأهليهم وذويهم ما بقي بنا الدهر.
كما يسرني ويشرفني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى أيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين وولي ولي عهده وإلى كافة الأسرة المالكة الكريمة و الشعب السعودي النبيل و المقيمين معنا على ثرى هذا الوطن الطاهر.
وفق الله الجميع لمرضاته
عميد كلية العلوم
د. محمد بن محسن بابطين