نظمت كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صباح الأحد 1437/6/25هـ محاضرة علميةً تحت عنوان (القيم العليا للإسلام ونبذ التطرف) ألقاها معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن خنين عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ، وذلك بقاعة الشيخ عبدالعزيز بن باز بكلية الشريعة .
في بداية المحاضرة تحدث معاليه عن مظاهر الغلو في الاعتقاد، قائلاً : الجنوح إلى أمر خارج عن الكتاب والسنة نحو التشديد كالتكفير بالذنب، والخروج على الولاة كما هو مذهب الخوارج ، أما أهل السنة والجماعة وهم أهل الوسطية والاعتدال فهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنبٍ لم يستحله، إلا ما ورد فيه نصٌ خاص بذلك, كما يرون صحة الولاية لكل بر أو فاجر ولا يرون الخروج عليه ما لم يظهر منه كفر بواحٌ عليه من الله برهان لا يحتمل التأويل
وأضاف أنه إذا كان التكفير بالذنب والخروج على الولاة من الغلو فكيف إذا أدى ذلك إلى تكفير المسلم واستحلال دمه وماله أو استهداف المنشآت عامة وخاصة بالتفجير؟ فإن ذلك كله محرم، والله تعالى يقول في تحريم القتل ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) ويقول صلى الله عليه وسلم ( أول ما يقضى ما بين الناس يوم القيامة في الدماء ) ويقول كذلك (ما يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حراماً).
وأكد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن خنين أن من منهج أهل السنة والجماعة هو عدم الخروج على الأئمة لأن ذلك ما يفسد الدين والدنيا معاً وينشر الفرقة في المجتمع وقد قال صلى الله عليه وسلم (من أتاكم وأمركم جمعٌ يريد أن يفرقكم، فاقتلوه كائناً من كان) كما قال (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) فمن حق الولاة علينا الدعاء لهم والتعاون معهم وتأليف القلوب لهم لأن ذلك فيه نفع لهم ولعموم المسلمين بنشر الأمن والأمان والطمأنينة والسلام وفي ذلك تُحرس الأديان وتنمو البلدان.
ثم استرسل موضحًا رؤيةً للوسطية في العبادة فلا إفراط ولا تفريط، كما تعرض إلى شرح منهج التوسط في الأخلاق والآداب، بعد ذلك ترك المجال للمداخلات مجيبًا عن تساؤلات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والحضور.