رعى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، ظهر يوم الثلاثاء 1440/1/15هـ افتتاح مؤتمر التعريب الثالث عشر (التعريب وتوطين العلوم والتقنية) المقام في مبنى المؤتمر بالجامعة، بحضور عدد من خبراء اللغة ومعدي المعاجم المدعوين من المملكة العربية السعودية وخارجها.
وبين معاليه خلال كلمته، بأن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تنظم مؤتمر التعريب الثالث عشر كأول جهة تستضيفه في المملكة العربية السعودية بعد أن استضافت دوراته السابقة دول عربية أخرى، وهذا مؤشر واضح في سعي الجامعة إلى تعزيز ريادتها في شتى المجالات ومنها مجال التعريب، وقد زاد الجامعة شرفاً ما حظي به هذا المؤتمر من موافقة سامية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على قيام الجامعة بتنظيمه في هذا الوقت الذي يتزامن مع مناسبة غالية على الجميع وهو اليوم الوطني 88 ، ورعاية معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، والذي يأتي امتداداً لدورها في إبراز رسالة المملكة العالمية والجوانب الخيرة التي تقوم بها في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم، وبيان حقيقة الإسلام وما يدعو إليه من الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف، والإسهام في دعم الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وكذا إبراز الصورة المشرفة للمملكة في مجال الترجمة والتعريب، وسعياً لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في خدمة لغة القرآن الكريم -اللغة العربية- وخدمة للأمتين العربية والإسلامية، والتعاون المثمر البنّاء في التنظيم بين الجامعة ممثلة بمعهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب وبين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ممثلة بمكتب تنسيق التعريب، ومشاركة كوكبة من علماء اللغة والمعجميين والمجمعيين من مختلف المجامع اللغوية العربية والمؤسسات الجامعية والهيئات المختصة.
وأشار معالي الدكتور أبا الخيل، بأن للترجمة أهمية بالغة وأثراً كبيراً في تقدم الحضارة الإنسانية وتطورها، وأن الحاجة إليها قائمة ومستمرة لنشر العلوم والمعارف ونقل التجارب المفيدة بين بني البشر، وتتأكد أهميتها والحاجة إليها في مؤسسات التعليم العالي وفي مجال البحث العلمي على وجه الخصوص، كما أن للتعريب أهميته البالغة وأثره العظيم في حماية اللغة والحفاظ على الهوية، وإثراء المحتوى العربي، ومن هنا كان سعي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى تركيز جهودها الممتدة عبر تاريخها الطويل في مجال الترجمة والتعريب إلى إنشاء معهد متخصص خياراً بالغ الأهمية، وخطوة إستراتيجية تضاف إلى التنوع في نطاق اهتماماتها، وتبرهن على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه نتيجة للدعم الكبير والمتابعة المستمرة من لدن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-؛ فكان هذا المعهد المتخصص هو معهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب، الذي رسمت له الجامعة رؤية طموحة بأن يصبح رائداً في مجال ترجمة الثراء العلمي والمعرفي في مجالات العلوم الشرعية والإنسانية إلى اللغات الأخرى، وفي تعريب العلوم والمعارف في المجالات المختلفة، كما أنها جعلت من أول اهتماماته وأهم أهدافه التعبير عن الرسالة العالمية للمملكة العربية السعودية، والإسهام في تحقيق رؤية المملكة (2030) وبرنامج التحول الوطني (2020) في التواصل العلمي مع الدول المتقدمة؛ للإفادة المتبادلة معها، والإسهام في إثراء المحتوى العربي في أوعية النشر الإلكتروني، فضلاً عن سائر أهدافه المتعددة، وفي مقدمتها إثراء المحتوى العلمي والثقافي في التخصصات العلمية المختلفة من خلال تعريب الكتب والمراجع العلمية المتخصصة، وتقديم خدمات التدريب والترجمة التحريرية والشفهية.
من جانبه، أوضح معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الأستاذ الدكتور سعود بن هلال الحربي، بأن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعمل عبر جهازها الخارجي مكتب تنسيق التعريب بالرباط منذ نصف قرن على تنظيم مؤتمرات التعريب بصفة دورية، لدراسة ما يقدمه المكتب من مشاريع معاجم، ومن أبحاث تتعلق بالتعريب وتطور اللغة العربية العلمية والحضارية، وأن تنظيم مؤتمر التعريب الثالث عشر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يهدف لدعم الجهود المبذولة لخدمة اللغة العربية وتطوير استعمالها، وتوحيد جهود الدول العربية في العناية بالمصطلح العلمي والتقني الحديث ووسائل وضعه، وحصيلة تطبيقاته ومنهجية توطينه.
وذكر الدكتور الحربي، بأن المؤتمر يعتبر انطلاقة جديدة وقوية للعمل المستقبلي في مجال المصطلحية والمعجمية، مؤكداً على أهمية تنمية البحث اللغوي والمعجمي العربي، والاهتمام بالمصطلح وبتهيئته العلمية من أجل امتلاك تدبير لغوي متجانس وفق غايتين أساسيتين تخصان إغناء المحتوى العربي، والسعي إلى تجديد هذا المحتوى في العلوم الإنسانية والتكنولوجيات من أجل ضمان التنافسية العلمية المرجوّة.
ثم أشاد مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط الأستاذ الدكتور عبدالفتاح الحجمري بأهمية هذه الدورة كونها تعقد لأول مرة في دولة خليجية وهي المملكة العربية السعودية وبموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، لتسهم في تعزيز رؤية المملكة 2030 وتجعل اللغة العربية تواكب بقية لغات العالم، كما أثنى على جهود معالي مدير الجامعة في استضافة فعاليات هذا المؤتمر الذي يخدم كل مهتم بالترجمة والتعريب في كل دول العالم.
من جهة أخرى، بين عميد معهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان، أن هذا المؤتمر تمثل فيه الجامعة المملكة العربية السعودية، وتسعى من خلاله لإبراز الصورة المشرفة للمملكة في مجال الترجمة والتعريب، موضحاً أن فعاليات هذا المؤتمر تتميز بتقديم ومناقشة خطة عربية لتنسيق التعريب وتقديم جملة من البحوث والدراسات على أيدي خبراء متخصصون في البحث اللغوي والاصطلاحي والترجمة، بالإضافة إلى مناقشة عدد من المشاريع المعجمية.
ونوه الدكتور البنيان، بأن المؤتمر يستمر لمدة ثلاثة أيام من 15-17/1/1440هـ وتتمحور جلساته التسعة حول: المصطلح العلمي في المعجم المختص: أنواعه ومواصفاته، والرموز العلمية أشكال إقرارها والتوافق حولها، والمحتوى العلمي العربي على الشبكة: التحديات والطموح، والتعريب والتوطين: توطين المعرفة والوافد، وتنسيق التعريب: توحيد الأهداف وطرق الوصول إلى الوفاق، وتعريب التعليم الجامعي والتخطيط للمستقبل.
وتخلل حفل الافتتاح عرض مرئي عن معهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب وفيلم عن منظمة الألكسو، وفي ختام الحفل كرم معالي مدير الجامعة أصحاب المعالي والسعادة والرعاة المشاركين في المؤتمر.
بعد ذلك افتتاح راعي الحفل المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تشارك فيه المعاهد والمراكز المتخصصة، ويلقي الضوء على اهتماماتها وتجاربها وخططها المستقبلية في مجالي الترجمة والتعريب في العالم.