يمر اليوم الوطني التاسع والثمانون لبلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية، وهي ترفل في ثوب العز والتمكين والسؤدد، وتحظى بمكانة عالية في المستوى الدولي السياسي، فهي إحدى دول مجموعة العشرين، المؤثرة في الاقتصاد العالمي، وسوف تسعد بلادنا المباركة باستضافة اجتماعات هذه المجموعة في عام 2020م، تأكيدًا على ريادة المملكة ومكانتها الدولية.
وكما تتقدم بلادنا بخطوات واثقة في الاقتصاد من خلال رؤية المملكة 2030، وتحول الاقتصاد الوطني إلى أن يكون إنتاجيا متوافقًا مع الاقتصادات العالمية، ملبيًّا للتطلعات المستقبلية والتحديات المتوقعة، وتتسابق قطاعات الدولة إلى العمل على تحقيق برامج الرؤية، ومن ثم تحقق مؤشراتها على أرض الواقع، والتي تمثل تحولا نوعيًّا في الاقتصاد وفي رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والمستثمرين وضيوف الرحمن.
كما حظي المجتمع بعناية الدولة المباركة في تمكين جميع فئاته، وتقديم خدمات نوعية للإسهام في مشاركة جميع أفراد المجتمع في ميدان العمل والاقتصاد، من خلال رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وارتفاع مؤشر رأس المال الاجتماعي إلى مرتبة أعلى. كما تم تقديم مبادرات أسهمت في تخفيف العبء على أرباب الأسر في رعاية أولادهم ذوي الاحتياجات الخاصة ونحوها من مبادرات ذات أبعاد إنسانية.
وإذ أتقدم بالتهنئة والتبريك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله تعالى؛ فإنني أستذكر ذلك التاريخ العظيم الذي يربطنا بيوم توحيد هذه البلاد المباركة، وقيادة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – هذه الوحدة المباركة التي جمعت فئات المجتمع في أكبر مساحة في منطقتنا تحت راية التوحيد، مؤكدًا أن تلك التقاليد العريقة في هذه الأسرة المباركة ممتدة، فقد قاد الملك عبدالعزيز نهضة سياسية تمثلت في توحيد أقاليم متفرقة في زمن ساد فيه شح الموارد والإمكانات، وأدار اقتصاد البلاد بكفاءة قبل اكتشاف النفط، موازنًا بين الاحتياجات والإمكانات، وأسهم في تحويل المجتمع من فرقة وتناحر إلى تآلف وتآخي، وتوطين في المدن والقرى؛ ليتحول المجتمع إلى مجتمع منتج.
ويعكس ذلك الامتداد التاريخي نشأة هذه الأسرة المباركة منذ الدولة السعودية الأولى، وإذا كان المؤرخون يعدون بداية الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ، وهو عام الاتفاق التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله؛ فإنه لا يخفى أن عمق هذه الأسرة ابتدأ منذ عام 850هـ بتأسيس الدرعية وما تلاها من أعمال أسهمت في تكوين منهجية سياسية لهذه الأسرة. ولذلك فإن أبناء الأسرة على توالي الزمن تشربوا الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأضحى لهم بصمات واضحة في إدارة الحكم على مدى القرون الممتدة.
وفق الله تعالى بلادنا إلى كل خير، وحفظها من كيد الأعداء، وزادها تمكينا ورفعة وسؤددا.
د. عبدالعزيز بن ناصر الخريف
عميد معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية