توصية في«ملتقى الإرهاب الإلكتروني»: بإنشاء «جيش إلكتروني»

مختصون: الإرهاب لازال يثبت قدرته على التأقلم وحشد الأتباع

العقيل: يوصي بإنشاء «جيش إلكتروني» لمكافحة الإرهاب

والمشوح: ثورة غلو فكرية كانت الإنترنت ساحتها الأم

 

أكد عدد من المختصين، خلال جلسات مؤتمر الإرهاب الإلكتروني، الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن الإرهاب لايزال يثبت قوته ويستخدم كل الوسائل، وأن هناك خلطا بين مفهوم الجهاد والإرهاب فيما تقذفه المواقع الإلكترونية الإرهابية من مواد وتسوقه فيها من مضامين لتخدع بها أحلام الصغار المتحمسين مستعرضين جهود الدولة في محاربته والتحذير منه.

كما أوصى الباحثون والمشاركون توصيات عدة، من أبرزها إنشاء جيش إلكتروني، وحسبة إلكترونية لمكافحة الإرهاب في الشبكة العنكبوتية.

والجدير بالذكر أنه قد قدم 12 باحثاً في مجالات عدة أوراق عمل خلال المؤتمر، تتلخص في مجملها بمكافحة الإرهاب الإلكتروني بأشكاله كافة، وتعريف جريمة الإرهاب الإلكتروني، وأبرز صوره التي تتمثل بنشر الخوف والرعب بين الأشخاص والدول والشعوب المختلفة.

وأوضح الأكاديمي بكلية الشريعة في فرع جامعة الإمام في الأحساء الدكتور محمد العقيل، خلال ورقة عمل قدمها في المؤتمر، أن الإرهاب جريمة مستجدة، استغلها الإرهابيون في التخطيط والتنسيق والتنفيذ لأعمال إرهابية، وينشرون فكرهم ويدعون إليه بالتحريض والتهديد والتأجيج، مضيفاً: «وما الدواعش وأشباههم عنا ببعيد».

واعتبر العقيل، السكوت عن المحرضين من دعاة الفتن، تحريضاً آخر، مشدداً على ضرورة إنشاء «حسبة» لمحاربة الإرهاب الإلكتروني، فيما اقترح عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام الدكتور حمد صليح، إنشاء «جيش إلكتروني» لمكافحة الإرهاب.

كما قال رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية د.عبد الحق عزوزي: إن الإرهاب رغم الضربات التي تلقاها في السنوات الأخيرة مازال يثبت للعالم قدرته على التأقلم وحشد الأتباع الذين تلوثت قلوبهم وأفئدتهم، مبينا أنه في المقابل تشهد هذه المرحلة تعاونا دوليا مستمرا لإزالة المسببات. مشيرا إلى جهود خادم الحرمين الشريفين ودعمه للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار من أجل إعادة تفعيله تحت مظلة الأمم المتحدة، كما تضمنت هذه الورقة الحديث عن الإرهاب وأنه لا دين له ولا ملة، وعن ضرورة محاربة هذا الفكر الخبيث، وصياغة إستراتيجية فاعلة تعمل في البيئة الأمنية الدولية المعقدة.

من جانبه تطرق أستاذ التعليم العالي- جامعة السلطان بدولة المغرب د. محمد بن زين العابدين رستم في بحثه المقدم بعنوان (أثر الإرهاب الإلكتروني في الخلط بين مفهوم الإرهاب والجهاد) والذي تحدث فيها عن ظاهرة الإرهاب وظاهرة الخلط بين مفهوم الجهاد والإرهاب فيما تقذفه المواقع الإلكترونية الإرهابية من مواد وتسوقه فيها من مضامين تخلب بها الباب أغمار الشباب وتخدع بها أحلام الصغار المتحمسين ومن عناصر هذه المشاركة وأجزائها والتي ستشكل مباحثها ومطالبها، وهي مداخل البحث ومقدماته وفيها تعريفات أولية وأنواع الإرهاب وأسبابه الإرهاب الإلكتروني.

وذكر بعض النماذج منه وأيضا تعريف مفهوم الجهاد وبيان الفرق بينه وبين الإرهاب واستغلال الإرهاب المعاصر للتقنية المعاصرة في المواقع الإلكترونية للخلط بين الإرهاب والجهاد ودراسة أساليب الإرهاب الإلكتروني الذي يلبس على الناس مفهوم الجهاد.

من جهته تحدث مستشار وزير الشؤون الإسلامية ومدير حملة سكينة الدكتور عبد المنعم بن سليمان المشوح الذي شارك بورقة علمية عنوانها: (حملة السكينة لتعزيز الوسطية) وتطرق فيها إلى تجربة حملة السكينة لتعزيز الوسطية والتي انطلقت منذ 2003م في فورة تصاعد أحداث العنف والتي صاحبها ثورة غلو فكرية كانت الإنترنت هي ساحتها الأم والمؤثر الأول فحملة السكينة منظومة فكرية تقنية اجتماعية تطوعية تخصصت في مواجهة التطرف والغلو وتعزيز الوسطية عبر الإنترنت تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، وقد انطلقت سنة1423هـ من خلال ذكر الأهداف العامة والخاصة، وطرق المراجعات وملخص الإنجازات والنتائج.

وقدم المشوح نبذة عن تاريخ الجماعات المتطرفة عبر الإنترنت، والتي سجلت عام 1995هـ، بوصفها أول تجربة تبادل معلوماتي بين الجماعات المتطرفة عبر خدمة البريد الإلكتروني، مبيناً أنه بعد انتشار خدمة الإنترنت وثورة نقل المعلومات والمواقع دخلت هذه الجماعات إلى عالم الإنترنت بقوة.

وقال أن التحريض الإلكتروني والنشر المسيء من الجماعات المتطرفة، خفّت وطأته في الآونة الأخيرة مقارنة بالأشهر السابقة، موضحاً أن هذا التراجع يعود إلى الهجمة، الفكرية التوعوية القوية في مواجهة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله، وذلك بعد نداءات خادم الحرمين الواضحة والصريحة، وتحرك «تويتر» وبقية شبكات التواصل الاجتماعي في شكل ملحوظ بإغلاق آلاف الحسابات المسيئة التي تدعو إلى العنف، أو الانتماء إلى جماعات إرهابية، أو الاعتداء على الآخرين لفظياً أو جسدياً أو معنوياً..

وأشار إلى إطلاق مواقع ومنتديات وشبكات، والتسلل إلى مواقع إسلامية حوارية كثيرة، أفراداً لنشر أفكارهم وأدبياتهم.

وبدوره شدد الأكاديمي بكلية التربية في جامعة الجوف الباحث محمود فتوح، خلال ورقة عمل بعنوان: «أسباب الإرهاب الإلكتروني في ظل مجتمع المعلوماتية»، على ضرورة الحد من ظاهرة الإرهاب الإلكتروني في عصر المعلوماتية، وخصوصاً بعدما أصبحت ظاهرة عالمية تتطلب إيجاد حلول فعالة واتخاذ تدابير وقائية لوقف الزحف الخطر، الذي بات يهدد اقتصادات وأمن واستقرار الدول بعد تطورها من إطارها الكلاسيكي المعروف إلى التقنية العلمية الحديثة.

هـ م
التقييم: