صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة ، وهذا دلالة على اهتمامه بالسنة النبوية التي تعد مصدر التشريع الثاني لديننا الإسلامي ، وهذا بحمد الله فضل عظيم اختص الله به هذه البلاد المباركة ، التي تبنت العناية بالسنة النبوية ، وأولت خدمة الدين كل عنايتها واهتمامها .
هذا الحدث التاريخي الذي استبشر به المسلمين في أصقاع الدنيا يأتي ليمثل رسالة علمية دعوية في نشر السنة النبوية وفق منهج صحيح بعيدا عن الغلو والبدع ، أو التحريف والتطرف ، وتتويجا للجهود الكبيرة التي بذلها علماء المسلمين في الحفاظ على السنة النبوية المطهرة .
إنشاء مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف حدث فريد من نوعه ، وهو استكمال للجهود الخيرة التي يقدمها قادة هذه البلاد ، بعد النجاح الكبير في طباعة المصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، الذي يعد أهم مجمع لطباعة القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله، وسنّتي)،
والمتأمل في الأمر الملكي الكريم يرى خير هذا المجمع على المدى القريب والبعيد لأبناء العالم الإسلامي فيما يتصل بالسنة النبوية ، علما وتعظيما وتأصيلا ، وهذا بحمد الله بشائر تدعو للفخر والاهتمام بهذه السيرة النبوية التي حث عليها ديننا العظيم والحرص عليها والاقتداء بها .
نسأل الله العظيم أن يكتب الأجر العظيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على هذا العمل المبارك والذي يؤكد حرص ولاة الأمر لخدمة الإسلام والاهتمام بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
عميد المعهد العالي للقضاء
د. عبدالله بن عبدالرحمن التريكي